المستخلص: |
تتشكل منطقة القرن الإفريقي جغرافيا من امتدادات الأجزاء الواقعة غرب البحر الأحمر وخليج عدن بما يشبه "القرن" الذي يشمل أربع دول ، هي الصومال وجيبوتي وإريتريا، وإثيوبيا أيضا رغم أنها لا تطل على شواطئ البحر الأحمر أو خليج عدن .وإلى جانب الجغرافيا، سياسيا واقتصاديا يمكن القول بأن منطقة القرن الإفريقي تشمل كينيا والسودان وأوغندا وجمهورية جنوب السودان، ومصر أيضا التي تقع شمال منطقة القرن الإفريقي وتمتلك ممر قناة السويس الذي يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط .وتشكل المنطقة أهمية كبيرة لدول الخليج العربية التي تعد مضيق باب المندب الذي يصل خليج عدن بالبحر الأحمر ذا أهمية استراتيجية سياسية وأمنية واقتصادية .ويتطلب إبحار السفن عبر البحر الأحمر المرور بعدد من المضائق والممرات البحرية القريبة من دول القرن الإفريقي في الطرف الجنوبي من البحر الأحمر .وعند مصب خليج العقبة تقع جزيرتا تيران وصنافير بين مصر والسعودية يفصل بينهما مضيق تيران الذي يعد منفذ مهم لكلا من إسرائيل والأردن إلى البحر الأحمر. وعلى الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر تقع كل من السعودية واليمن، وتشترك السعودية والأردن ومصر وإسرائيل في خليج العقبة شمال البحر الأحمر؛ بينما تقع على ساحله الشرقي كل من مصر والسودان وإريتريا، وعند مدخله الجنوبي في خليج عدن تقع كل من الصومال وجمهورية أرض الصومال، غير المعترف بها رسميا. يتناول هذا البحث موضوع السياسة الإسرائيلية تجاه منطقة القرن الإفريقي وتأثيرها على الأمن القومي العربي وأمن منطقة حوض البحر الأحمر، لما لهذه المنطقة من تأثير على السياسة الدولية والتوازنات الإقليمية لاسيما منذ اندلاع ثورات الربيع العربي. ويهدف هذا البحث إلى دراسة السياسة الإسرائيلية في منطقة القرن الإفريقي وتأثيرها على الأمن القومي العربي وأمن منطقة البحر الأحمر، حيث استفادت إسرائيل من التغيرات الدولية والإقليمية المحيطة بالمنطقة وباتت تبحث عن دور إقليمي تكون فيه قوة عظمى، فإن الدراسة سوف تحلل السياسة الخارجية الإسرائيلية ودور التخطيط الاستراتيجي الإسرائيلي والأمن القومي الإسرائيلي وتأثره على أمن القرن الإفريقي ومنطقة حوض البحر الأحمر. ويرمي البحث أيضا إلى دراسة الأهداف التي تود السياسة الإسرائيلية تحقيقها في منطقة القرن الإفريقي والوسائل التي اتبعتها إسرائيل للوصول إلى أهدافها، وما حققته من تغلغل في دول المنطقة وزعزعة أمنها وأمن منطقة حوض البحر الأحمر واستقرارها لخدمة أهدافها. يعتبر المنهج طريق الوصول إلى الدراسة العلمية الصحيحة وإحدى الوسائل التي لا يقوم البحث بدونها، ونظرا لاتساع مجال الدراسة يمكن الاعتماد على نوع من التكامل المنهاجي الذي يقوم على استعمال أكثر من منهج واحد لمحاولة الاقتراب من الظاهرة والإشكالية محل الدراسة. استخدمت الدراسة المنهج الاستقرائي ومنهجي القوة والمصلحة كأحد الأدوات التحليلية المهمة في المنهج الاستقرائي لاستخدامها في التعرف على كيف استطاعت إسرائيل توظيف قوتها في منطقة القرن الإفريقي لتحقيق مصلحتها القومية؟ وهل العلاقات في مرحلتها الراهنة لتحقيق المصالح الإسرائيلية، وللإجابة على التساؤلات بعد عرض مشكلة الدراسة.
The Horn of Africa is geographically composed of extensions of parts of the west of the Red Sea and the Gulf of Aden, similar to the "Horn", which includes four countries, namely, Somalia, Djibouti, Eritrea, and Ethiopia, although it does not overlook the shores of the Red Sea or the Gulf of Aden. In addition to geography, both politically and economically, the Horn of Africa includes Kenya, Sudan, Uganda, the Republic of South Sudan, and Egypt, which lies to the north of the Horn of Africa and owns the Suez Canal corridor linking the Red Sea to the Mediterranean. The region is of great importance to the Gulf Arab states, which are the Strait of Bab Al-Mandab, which connects the Gulf of Aden to the Red Sea of strategic political, security and economic importance. Sailing ships through the Red Sea requires passing through a number of straits and sea lanes close to the Horn of Africa at the southern end of the Red Sea. At the area of the Gulf of Aqaba are the islands of "Tiran and Sanafir" between Egypt and Saudi Arabia, separated by the Strait of Tiran, which can be used to prevent Israel and Jordan from reaching the Red Sea. On the eastern shore of the Red Sea are Saudi Arabia and Yemen. Saudi Arabia, Jordan, Egypt and Israel share the Gulf of Aqaba in the north of the Red Sea. Out officially. This paper aimed to study the Israeli strategy towards the Horn of Africa and its impact on the Arab national security and the security of the Red Sea basin in the period after 2011, because this period has an impact on international policy and regional balances, whereas, the world entered in the so-called new world order sovereignty of the United States of America since the outbreak of the deal of the century and the effects of the Arab Spring. This paper also aims to study the Israeli strategy in the Horn of Africa and its impact on Arab national security and the security of the Red Sea region; Israeli and national security and its impact on the security of the Africa Horn and the Red Sea basin. The paper also aims at studying the goals that the Israeli policy wants to achieve in the Horn of Africa and the means used by Israel to reach its goals, and the penetration achieved in the countries of the region and destabilize its security and the security and stability of the Red Sea basin to serve its objectives.
|