المستخلص: |
تطورت الإنارة ابتداء من مسجد المدينة بحيث كان المسلمون يستضيئون بإيقاد سعف النخل فيه، واستخدم الزجاج الملون في القمريات لأول مرة في العصر الأموي لتخفيف شدة ضوء الشمس، إضافة إلى استعمال الكوات الصغيرة في أعالي البيوت، وذلك للحرص على حرمة الناس داخل بيوتهم، وعند الرغبة للحصول على كمية أوفر من النور كان مصممو الأبنية يعمدون إلى الإكثار من الكوات العالية والنوافذ المزدوجة والفتحات العمودية الضيقة والمتجاورة في الواجهات، وذلك كمعالجة معمارية تسمح بدخول الهواء وترطب المسكن، فهي تعطي لواجهات العمائر شكلاً رائعاً يكسر الملل الناتج عن رؤية مساحات رأسية وعرضية كبيرة مصمته. وتبين الدراسة كيف الفنان المسلم أوجد حلولاً لمشكلة الإنارة في البيوت السكنية سواء عبر صحن البيت أم تخريمات المشربيات الخشبية المحيطة بنوافذه، وأوجد حلاً لمشكلة إنارة المساجد من الناحية الوظيفية بحيث لا تضر بجمالية البناء. وتكشف الدراسة لنا إن الفنان المسلم استطاع إنتاج وحدات تتفق مع معتقدات دينه وأخلاقيات مجتمعه وتلبي غرضه من حيث الإنارة والتدفئة والتهوية والمحافظة على حرمة البيت أيضاً، بدون أن تخدش عقائد الدين سواء من ناحية الزخرف الفني الموجود عليها أو المحافظة على التصميم المعماري. ولأنه من عادة منشئ العمائر الإسلامية من المساجد، المدارس، الخانقاوات، غيرها، أن يزود هذه الأبنية إلى جانب الشمسيات والقناديل بالثريات الكبيرة والصغيرة لإنارتها خاصة في الليالي المتميزة كليالي الأعياد وغيرها من المناسبات الدينية، وأمر الخلفاء بأن تزود المباني التي بنيت في عهدهم خاصة منها المساجد بهذه التحف لذلك تفنن الحرفيون في صناعتها واستخدموا لذلك أنفس المعادن وحاولوا إظهارها في أجمل وأروع صورة سواء من حيث الشكل أو الزخرفة.
|