المصدر: | مجلة كلية الآداب |
---|---|
الناشر: | جامعة سوهاج - كلية الآداب |
المؤلف الرئيسي: | عبدالعال، محمد سيد علي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع53, ج1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2019
|
الشهر: | أكتوبر |
الصفحات: | 145 - 194 |
ISSN: |
1110-7839 |
رقم MD: | 1035406 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يعد الروائي محمد جبريل واحدا من الروائيين غزيري الإنتاج؛ إذ ألف أكثر من ثمانين رواية وكتابا، كما أنه من أكثرهم اهتماما بعتبات نصه، وقد كتب الكثير من النصوص السير۔ ذاتية، منها ما يمكن تصنيفه بالسيرة الذاتية المرضية، ولهذا النوع نماذج كثيرة في أدبنا العربي؛ قديمه، وحديثه، كما أن لها نماذج كثيرة في الآداب الأخرى؛ من ثم رأت هذه الدراسة الوقوف على عتبات البوح ومقاصد التأويل في روايته السير-ذاتية "مقصدي البوح لا الشكوى". ولم تكتف القراءة التأويلية للعتبات بالمقاصد المحتملة للسرد عند القراءة الشكلية للنص، بل تظاهرها قراءة داخلية متأنية، يمكن من خلالها تأويل العتبات تأويلا يقربنا من مقاصد النص المتعددة بتعدد القراءات والرؤى، وقراءة خارجية، ينصت فيها المتلقي إلى أصداء النص لدى قرائه المائزين؛ ليقترب أكثر من مقاصده المحتملة. والبوح مصطلح نفسي معروف يعني الإفاضة الذاتية التي تستدعي الآخر بطبيعتها، وبخاصة بوح المريض المتألم؛ إذ عد علماء العتبات الألم عتبة نصية، يمكن الانطلاق من عتبته إلى تأويلات النص، والبحث عن مقاصده الدفينة، وبوحه المكتوم، لكون هذه العتبة باعثا مثيرا للكتابة، ومؤثرا فيها، ولها صدى عند المتلقين بمختلف تصنيفاتهم وانتماءاتهم. حاولت الدراسة البحث وراء هذه المقاصد لنص السيرة الذاتية المرضية لمحمد جبريل من خلال تأويل عتباته؛ كالغلاف وما يحتويه من أيقونات؛ كعنوان الرواية، وتجنيسها، واسم المؤلف، ودار النشر، والطبعة، وألوان الغلاف، ومدى التجاوب أو التنافر بين الغلافين: الأمامي والخلفي. وتم تأويل هذه العتبات في ضوء قراءة فاحصة للمتن الداخلي، وأصدائه الخارجية، كما تضافر مع تأويل العتبات الداخلية؛ كالإهداء المميز الذي خص به رفيقة حياته زينب العسال التي مثلت أيقونة مركزية في نص البوح، من خلال حضورها الطاغي باسمها، وألقابها، وصفاتها، ومشاركاتها للكاتب حياته وسيرته الذاتية، لا سيما المرضية. انتقلت الدراسة تدريجيا بحسب ما استلزم منهجها من محاولات تأويلها الإهداء، إلى جملة التصدير التي حملت تفسيرا ممكنا لنفي جبريل عن نفسه صفة الشكوى في عنوانه؛ بما حمله من ضرورة مقاومة المرض، وعدم الاستسلام له، والرغبة في الموت يأسا. وتناغمت جملة التصدير بوصفها جملة البدء مع جملة النهاية التي استعارها من شعر محمود درويش؛ وهو ما حدا بالدراسة إلى الوقوف أمام مناص المستنسخات التي تنوعت بين التراثي والحداثي، والمقدس والبشري، والشعري والنثري، والفصيح والعامي، وخاضت الدراسة مغامرة التأويل للبحث عن مقاصد تلك المستنسخات في نص السيرة الذاتية المرضية لجبريل. وكان لعتبة بداية النص أهميتها بما تحمله من تكثيف لمحتوى النص وآليات بنائه، واتصالها الدلالي بعتبة ختام الرواية التي ترشح لتأويلات البداية ولا تنفيها، وتطابقها ولا تنقضها. وفي النهاية حاولت الدراسة تتبع صدى النص عند النقاد والكتاب لتعضيد مؤولاتها للعتبات وكان من أهم ما توصلت إليه: -أسهم تأويل عتبات البوح في نص السيرة الذاتية المرضية لمحمد جبريل في فهم مقاصد النص التي لا يمكن تحديدها في رؤية أحادية أو رؤى محددة. -كان حضور زينب العسال في الإهداء عتبة مهمة لفهم دورها في النص وفي السيرة الذاتية المرضية لصاحبها. -كشفت جملة التصدير روح المقاومة التي تميز محمد جبريل وثقافته وإرادته الصلبة وحبه للحياة رغبة في الإبداع والكتابة، وقدرته على مواجهة المرض والأزمات. -أكسبت المستنسخات الكثيرة نص جبريل حيوية، واستحضرت أشخاصا وأحداثا، ومشاعر خاصة، كشفت ما سترته كبرياؤه، ومنعه خجله من البوح به، كما فتحت آفاق النص، وزاوجت بين البوح الذاتي الذي يتجلى في المونولوج والبوح الحواري الذي يتجاوز الذات إلى الآخر. -وأبرزت المستنسخات دور القوة الناعمة في بث الروح في الجسد المصري الفتي الذي وضع أسس الضمير الأخلاقي والقيمي، والدساتير الطبية التي تسوي بين البشر في العلاج بكرامة. -مزج جبريل في سيرته الذاتية المرضية بين الشخصي والعام؛ فمزج بين مرضه ومرض الكثير من الضمائر، والشخصيات العامة، والعلل الخفية التي أصابت الأطباء والمشتغلين بالقطاع الطبي، بل مؤسساتنا كلها بأمراض عضال. -منح جبريل قارئه خبراته الشخصية والثقافية والعملية والعلمية التي تفيده في مواجهة المرض، وصعوبات الحياة، وكيفية الانتصار عليها بالعمل والأمل والإرادة. -لم تطغ الرغبة في البوح على الجوانب الجمالية لنص السيرة الذاتية المرضية التي عبرت العتبات عنها، ودللت عليها، كما لم تقع السيرة في فخ السوداوية، أو التشاؤم، والصراخ بالشكوى، بل التزمت البناء الروائي التسجيلي محافظة على أن تبقى في أرخبيل بين البوح والكتمان، والتوثيقي والجمالي، والمتوقع والمفارق، والغريب والمألوف، والاستعادي والاستشرافي، في لغة شفيفة لا تغرق في التوثيقية الجافة، واللغة الصحفية، ولا في مجازيتها، بل حافظت على قربها من المتلقي العادي، كأنه كتبها بنفسه، أو تخيل أنه يمكنه كتابة مثلها، لولا الثقافة الموسوعية، والخبرة الجمالية، وصدق المعاناة التي يشهد بها للكاتب، ويرى أنها سبب تفرده، وغزارة إنتاجه، وتسويق نصوصه، لاسيما السير-ذاتية على صعيد واسع من القراء مختلفي الانتماءات والثقافات والأذواق. |
---|---|
ISSN: |
1110-7839 |