ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الثقافة الموسيقية الفلسطينية المعاصرة: دراسة نقدية من الثمانينات إلي اليوم

المؤلف الرئيسي: دباح، أشرف كريم (مؤلف)
مؤلفين آخرين: فخر الدين، منير (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2019
موقع: بيرزيت
الصفحات: 1 - 99
رقم MD: 1038025
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة ماجستير
الجامعة: جامعة بيرزيت
الكلية: كلية الاداب
الدولة: فلسطين
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

61

حفظ في:
المستخلص: تهتم هذه الدراسة بحقل الثقافة الموسيقية والممارسة الموسيقية في فلسطين، ودلالات التعبير الموسيقي سواء كموسيقى أو أغاني. وذلك في الفترة الممتدة من نهاية عقد السبعينات وبداية عقد الثمانينات، مرورا بالانتفاضة الأولى لعام 1987 ومن ثم حقبة اتفاق أوسلو ولغاية اليوم. تعالج هده الدراسة المدلولات والتعبيرات الفنية المرتبطة بالموسيقى والغناء الذي أنتج في تلك الفترة، على افتراض أنها تخلقت وتتخلق ضمن السياق الاجتماعي السياسي الذي تواجدت فيه، تحديدا تلك الموسيقى التي ارتبطت بحالة الثورة والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، من خلال عرض عام لأبرز تلك التجارب التي كان لها تأثير كبير، وانتشار هام. ومن ثم وصولها -وهو ما يحدث للمرة الأولى في التاريخ الفلسطيني المعاصر -إلى مرحلة التمأسس كموسيقى فنية، وأكاديمية واحترافية عبر مؤسسات موسيقية تعليمية متخصصة، وهي: جمعية الكمنجاتي، ومعهد إدوارد سعيد، ومؤسسة بارينباوم -سعيد، نشأت هذه التجارب في حقبة أوسلو، وتتركز في مدينة رام الله مع وجود امتداد لنشاطاتها في مناطق أخرى من الضفة الغربية. تتقصى الدراسة المعاني والقيم الموسيقية التي يمكن استخلاصها عبر الممارسات الموسيقية لتلك المؤسسات من ناحية الممارسة الموسيقية ذاتها في ضوء الواقع الفلسطيني المعاصر، بتعقيداته وتحدياته السياسية والاجتماعية. يعني البحت بفهم القيم الجمالية ضمن سياقها الاجتماعي والسياسي. في سبيل ذلك، فإنه يستعرض الطرق والرؤى والكيفيات التي تعمل هذه المؤسسات من خلالها، من أجل محاولة تلمس المعاني الثقافية التي تحاول تبنيها في السياق الفلسطيني المعاصر. ولتحقيق هذا الغرض تستفيد الدراسة من الإنتاجات المعرفية الهامة في حقول علم الاجتماع، وعلم الإنسان والتاريخ الاجتماعي المتوفرة اليوم حول فلسطين. إضافة إلى الدراسات التخصصية في البحث الموسيقى musicology والإثنوميوزكوجيا Ethnomusicology وعلم الإنسان Anthropology وحقل الفنون والثقافة، وهو ما يضعها في خانة الدراسات العابرة للتخصصات.

باختصار، ترصد الدراسة الممارسة الموسيقية وتعبيراتها الفنية منذ عقد الثمانينيات ولغاية الآن، أي خلال ما اصطلح على تسميته "حقبة أوسلو"، وضمن تحولات اجتماعية مركزية شهدها جزء من الفلسطينيين. حيث تميزت الممارسة الموسيقية بانتقالها من حالة تقوم على تمثيل الواقع السياسي بوجه خاص إلى موضوع قائم بحد ذاته. وبكلمات أخرى فإن التعبير الموسيقى والغنائي قد ارتبط وانشغل بالتعبير عن حالة المقاومة القائمة بكافة أشكالها، وحمل صوت الجماعة في توقها للبحث عن التحرر والاستقلال وتأسيس دولتها المستقلة الخاصة. وبالتالي فقد كان صدق التعبير، أو صدق "التمثيل" معيارا أساسيا في تحديد قيمتها الموسيقية، أما لاحقا، وخلال مجموعة من المتغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية، فقد خاضت مجموعة من الموسيقيين تجاربها الخاصة، وبرزت توجهات موسيقية وغنائية محملة بهواجس تعبيرية وفنية مغايرة لما كان قائما، بما تضمن الانتقال من حالة "تمثيل التطلعات الوطنية/القومية" إلى تعبير موسيقي محمل بأسئلة وجودية. فقد دخلت الموسيقى في طور "الاستقلال" وبدأت بالبحث عن طرق مختلفة للتعبير والتساؤل عن الأشكال الموسيقية ذاتها وطرقها، أكثر مما تمثله، ما أدى إلى خضوع جزء كبير من قيمها لقواعدها الفنية الخاصة. وهذا ما تسميه الدراسة "الموضوع"، وهو ما انعكس في التجارب اللاحقة، والتي بدأت بالبروز والانتشار في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات. في حقبة ما بعد أوسلو تطور هذا الاستقلال الموسيقى، أو حالة "الموضوع" إلى أن وصل إلى المأسسة الموسيقية وهي طور موسيقي راهن، ومرتبط أيضا بالسياقات الاجتماعية والثقافية التي تعيشها فلسطين اليوم، وهو ما سيقوم الجزء الثاني من البحث بالتطرق إليه. تدعى الدراسة بأن هذا التحول في التعبير الموسيقي من الحالة التمثيلية السابقة والتي اعتمدت على المباشرة، إلى حالة الموضوع، لم يفقده دوره في التعبير عن المدلولات السياسية، حيث إن الحالة الثانية استمرت في حمل معانٍ سياسية لا تقل عن سابقاتها في الحالة التمثيلية. فهي لا تشكل انفصالا أو قطعا مع التعبير السياسي، وإنما تعيد صياغة المقولة الثقافية وخاصة فيما يخص بناء الهوية والدولة المنشودة، وهى المقولة التي لا تنفك تتبدل ضمن مجموعة من المتغيرات السياسية والاجتماعية.