المستخلص: |
هدفت هذه الدراسة إلى تحديد مفهوم الحضارة المادية والوقوف عند جوانبها، كما هدفت إلى استقراء الشعر للوقوف عند أهم المظاهر الحضارية عند العرب والمسلمين في الأندلس في عصر الطوائف، وتبين السمات الحضارية التي تجلت في أشعارهم، وهذه المظاهر أهمها المظاهر الحضارية الاجتماعية، والمظاهر الحضارية الاقتصادية ومظاهر الحضارة المادية في البناء والعمران. فقد تمثلت المظاهر الحضارية الاجتماعية في المرأة وسلوكها الحضاري وما عاشته من ترف في أساليب عيشها، فتطيبت بأجود أنواع الطيب والعطور وعرفت أنواعا كثيرة من الحلي والجواهر وأدوات الزينة والخضاب والكحل. وتبين أن المجتمع الأندلسي في عصر الطوائف كان مجتمعا راقيا حيث سادته مظاهر التحضر الاجتماعي كعناية المرأة بالشعر والأسنان، واشتهروا بالمتع واللذائذ فأعدوا ألذ أنواع الطعام وأنواع الشراب وصنعوا أفخر الأدوات لشربه، وكانت الجواري تملي عليهم الأجواء فتوزع الشراب وتنظم لهم أعذب أبيات النسيب. أما في المجال الاقتصادي فقد تبين لي من خلال هذه الدراسة مدى عناية الأندلسيين بهذا المظهر، حيث ازدهرت عندهم الصياغة وصناعة الزجاج وصناعة الورق وتصدير منتجاتهم منه وصناعة النسيج الذي أبدعوا فيه فصنعوا أجود الملابس بمختلف أشكالها واشتهرت صناعة الأسلحة بإتقان وجودة وصناعة السفن والقوارب، كما ازدهرت الزراعة في تلك الآونة فظهرت الرياض والحدائق والبساتين والزهور والأشجار المثمرة. كما وبرز المظهر الحضاري في فن البناء والعمارة، إذ انتشر هذا الفن في مختلف البيئات الأندلسية، فصور شعراء الغزل أنواع المباني من قصور ومساجد وكنائس وقلاع وحصون ومثلوا ما وصلت له الأندلس من حضارة عريقة في جميع المستويات.
|