المصدر: | التقرير الاستراتيجي السادس عشر الصادر عن مجلة البيان: الأمة وتحديات الهوية |
---|---|
الناشر: | مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية |
المؤلف الرئيسي: | السنوسي، السنوسي محمد (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2019
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الانسانية |
التاريخ الهجري: | 1440 |
الصفحات: | 42 - 270 |
رقم MD: | 1039832 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يمتلك الإسلام رؤية متميزة للكون والحياة وما بعدهما، بجانب رؤيته المتفردة للألوهية والإنسان. وهذه الرؤية العامة تشكل ما يعرف بـ «النموذج المعرفي»، الذي تنطبع آثاره على مفردات هذا النموذج من مصطلحات ومفاهيم وأفكار ومناهج ونظم وغير ذلك.. ولهذا؛ فإن الإسلام له رؤية متميزة لـ «العلم» من حيث المفهوم والوظيفة والفلسفة وكل ما يتصل به. وإذا كانت «الهوية هي السمة الجوهرية العامة لثقافة كل مجتمع من المجتمعات»، فمن الضروري أن تأتي مناهج التعليم نابعة من هوية الفرد والمجتمع، وداعمة لها؛ حتى يمكنها أن تسهم إسهاما فعالا في بناء شخصية وثقافة الفرد والمجتمع. ولا شك في أن مناهج التعليم في العالم الإسلامي، خاصة المتصلة بالثقافة الإسلامية، تحتاج إلى إعادة نظر، وبدرجات متفاوتة من دولة لأخرى؛ لكن ذلك يجب أن يتم بما يحافظ على القيم الإسلامية ذاتها، وبما يحقق للعالم الإسلامي مصالحه وعلاقته المتوازنة مع الآخر؛ وليس بما يجعل العالم الإسلامي موضع اتهام ومساءلة من الآخرين..! فلسنا أمام «خيار» حين نتحدث عن ضرورة أن تكون مناهج التعليم نابعة من هوية الأمة، وداعمة لها؛ وإنما نحن أمام «ضرورة» من ضرورات النهوض الحضاري والحفاظ على ذاتنا وهويتنا، وأمام شرط أساس من شروط استئناف الدور والمكانة اللذين أحرزناهما على مدى قرون خلت، مثلت لنا عصورنا الذهبية وتألقنا الحضاري. وإذا كانت «الهوية الإسلامية» تتشكل من الإسلام: الذي هو دين للمسلمين، وثقافة لغيرهم ممن يقيمون معهم في بلادهم، ويستظلون بحضارتهم.. ومن اللغة العربية: التي هي لسان الإسلام ووحيه المعجز، وضمن لها القرآن الكريم- منذ نزل بها- امتيازا على كل لغات الدنيا.. ومن التاريخ: الذي تميز هو الآخر- في حضارتنا الإسلامية- بأنه تاريخ الأمة كما هو تاريخ الدين، ووعاء الذكريات الحافظ لخلود الأمة عبر الزمان والمكان.. إذا كانت هوية الأمة تتشكل من هذه العناصر الثلاثة، فيجب- إذا أردنا أن تكون مناهج التعليم نابعة من هوية الأمة- أن تتصالح هويتنا مع هذه العناصر. |
---|