ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تثبيت الهوية: جمعية علماء المسلمين في الجزائر نموذجاً

المصدر: التقرير الاستراتيجي السادس عشر الصادر عن مجلة البيان: الأمة وتحديات الهوية
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: الوغليسي، محمد الأمين مقراوي (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2019
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الانسانية
التاريخ الهجري: 1440
الصفحات: 137 - 151
رقم MD: 1039842
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

29

حفظ في:
المستخلص: كان الاستعمار الفرنسي للجزائر استعمارا استبداديا؛ إذ عمل على التدخل في جميع شؤون الحياة من أجل تدمير المجتمع الجزائري، وتخريب هويته، وقبر انتمائه الحضاري الإسلامي، وتدمير شبكة العلاقات الاجتماعية، وإعادة تكوينه تكوينا يتماهى مع أهدافه؛ لتصبح الجزائر فرنسا أخرى، تتطابق معها في اللغة والدين والثقافة. ولأجل تحقيق ذلك أغلق المدارس والجامعات، وهدم المساجد، وصادر الأوقاف، ومنع اللغة العربية وجرم تدريسها، كما حظر تدريس التاريخ الإسلامي، وأشاع الجهل، ومكن للثقافة الفرنسية، وهدم الاقتصاد، وصادر الأراضي، وطرد الشعب إلى الجبال والصحاري، وبذل مجهودات كبيرة لتنصير الجزائريين، ونشر الإلحاد والعلمانية بينهم، واعتمد الطرقية كرأس حربة في محاربة المصلحين. ورغم طول مدة الاحتلال الفرنسي، إلا أن المجتمع الجزائري ورغم الضعف الذي أصابه، لم يستسلم للأمر الواقع، وبذل وسعه للحفاظ على انتمائه الإسلامي، مركزا على العناية بكتاب الله، غير أن ذلك لم يكن كافيا؛ حتى قيض الله لهذه المهمة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي حملت لواء الحفاظ على هوية الجزائر، معتمدة شعارا جامعا «الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا»، نجحت من خلاله في إحداث نهضة شاملة، وإعادة بعث الانتماء الإسلامي في الجزائر. إن تجربة جمعية العلماء تجربة ثرية على مستويات عدة؛ فقد ظهرت بعد قرن من الاستعمار ولاقت جميع التحديات، كالتنصير والعلمنة، والطرقية، والإلحاد، والفرنسة، فكان إصلاحها مفتوحا على التصدي لكل هذه الجبهات. ورغم ضعف مواردها المادية والمالية، إلا أن تجربتها على مستوى البرامج والوسائل التي استخدمتها في تثبيت الهوية تظل تجربة رائدة، كما تمكنت من أداء رسالتها في تثبيت الهوية رغم الإرهاب الإداري.. وكل ما مضى يدعونا إلى الاستفادة من تجربتها في كيفية التصدي لأعداء الهوية، وفي كيفية تثبيتها في المجتمع المسلم.