المستخلص: |
تناولت هذه الدراسة الاستقرائية الثقة المقل من الرواية: ما حده، وما أسباب قلة روايته، وطرائق النقاد في جرحه وتعديله، وذلك من خلال الاستقراء شبه التام لكتب الجرح والتعديل وكتب التراجم، بحثا عن أثر قلة الرواية في الحكم على الراوي جرحا وتعديلا، وتثبتا من دقة الحكم على روايته بالقبول أو الرد، وبيانا لمرتبته بين الثقات. وبعد تصنيف رواة عينة الدراسة البالغة ستة وستين ثقة مقلا، ودراسة حد القلة، والكشف عن أسبابها توصلت الدراسة أن الثقة المقل هو من وثقه العلماء، وروى نحوا من عشرين رواية، وتبين بعد دراسة أسباب القلة، وطرق العلماء في جرح المقلين وتعديلهم أنه لا تلازم بين الجرح وقلة حديث الراوي، وفي هذا رد على ادعاء المشككين القائلين بإهمال كبار الصحابة رضوان الله عليهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلة رواياتهم عنه. كما توصلت الدراسة إلى طرائق النقاد في توثيق المقلين، وحددت ضوابط التوثيق المعتمد على القرائن، ونبهت على أسباب تعرض الثقة المقل للجرح، فلا يقاوم توثيق المقل إلا بجرح مفسر معتبر. وأكد الجانب التطبيقي لدراسة روايات المقلين في الصحيحين، اتفاق الشيخين على تخريج كثير من حديث المقلين في أصل الأبواب عندهما، مع حرصهما على إيراد المتابعات والشواهد لرواياتهم مما يؤكد صحة حديث المقل عندهما وأنه حجة في العقيدة والأحكام.
|