المستخلص: |
لقد ازداد انتشار السمنة بمعدل ينذر بالخطر خلال العقود الثلاثة الماضية. وتعتبر زيادة الوزن والبدانة عوامل خطر للعديد من المشاكل الصحية. وفي الأردن تعتبر السمنة أحد عوامل الاضطرابات الأيضية الشائعة. وهناك العديد من الطرق لعلاج السمنة بما في ذلك الجراحة. غير أنه لا يلجأ إلى تنقيص الوزن بالجراحة، ومنها جراحة المعدة، إلا في حالة السمنة المفرطة. ومع ذلك، يوجد عوامل خطر للجراحة منها نقص العناصر الغذائية. ونظرا لزيادة حالات السمنة في الأردن، فإن عدد عمليات جراحة المعدة قد زادت أيضا. ولكن في أغلب الحالات يتم إجراء العمليات دون أن يرافق ذلك إرشاد تغذوي أو متابعة تغذوية جيدة. لذلك فقد هدفت هذه الدراسة إلى إرشاد مرضى جراحة المعدة حول كيفية استخدام نظام غذائي متوازن وقليل السعرات الحرارية، وكذلك إلى تقدير المتناول من الطاقة والعناصر الغذائية الكبرى (البروتينات والكربوهيدرات والدهون) وبعض العناصر الغذائية الصغرى (فيتامين ب 12والزنك والحديد والكالسيوم وحمض الفوليك)، ومقارنة هذه العناصر الغذائية قبل الجراحة وبعد 3 و6 أشهر بعد إجراء العملية الجراحية في مجموعتي الدراسة (مجموعة المقارنة ومجموعة التدخل التغذوي). شارك في هذه الدراسة خمسون مريضا من مستشفى الجامعة الأردنية، 25 مريض في مجموعة التدخل التغذوي و 25 في مجموعة المقارنة. وقد تم إرشاد المرضى في مجموعة التدخل الغذائي فيما يتعلق باستخدام حمية غذائية مناسبة ومتوازنة وقليلة السعرات الحرارية. سجلت القياسات الجسدية (الانثروبومترية) والمؤشرات الحيوية المختارة لجميع المرضى المشاركين بالدراسة قبل العملية وبعد 3 و6 أشهر من إجراء العملية. ولتقييم الوضع التغذوي، تم تسجيل بيانات الطعام لكل مريض (في كل مجموعة) لمدة 3 أيام بعد 3 و 6 أشهر من إجراء العملية. بينت النتائج عدم وجود اختلافات معنوية في الوزن ومؤشر كتلة الجسم بين مجموعة المقارنة ومجموعة التدخل التغذوي قبل إجراء العملية وبعد 3 و 6 أشهر من إجرائها، في حين حصلت فروق ذات دلالة معنوية (0.05 < P) في المتناول من هذين المؤشرين داخل كل مجموعة. أيضا لم تكن هناك فروق ذات معنوية بين المجموعتين في العناصر الغذائية الكبرى والعناصر الغذائية الصغرى المختارة وفي تراكيز مصل الدم من المؤشرات الحيوية بعد 3 أشهر من إجراء العملية عدا تركيز الكالسيوم في مصل الدم (9.30±0.10, p < 0.05 و9.54±0.09 ) ملغرام/ ديسيلتر في مجموعة المقارنة ومجموعة التدخل التغذوي، على التوالي. بعد 6 أشهر من إجراء العملية، كانت هناك زيادات ذات دلالة إحصائية في تركيز مصل الدم من الزلال (4.22±0.06, p < 0.05 و4.49±0.06) غرام/ ديسيلتر، وتركيز مصل الدم من الكالسيوم (9.28±0.08, P < 0.05 و9.60±0.1) ملغرام/ ديسيلتر في مجموعة المقارنة ومجموعة التدخل التغذوي، على التوالي. كما كانت هناك زيادات ذات دلالة معنوية في المتناول من البروتين والحديد والزنك وحمض الفوليك في مجموعة التدخل التغذوي بالمقارنة مع مجموعة المقارنة بعد 6 أشهر من إجراء العملية. ويمكن أن نخلص إلى أن الإرشاد التغذوي لمجموعة التدخل التغذوي أدى إلى تحسن في بعض المؤشرات الحيوية وبعض العناصر المتناولة، وخاصة المتناول من البروتين مقارنة مع مجموعة المقارنة. لذا يجب أن يكون لاختصاصي التغذية دور أكثر فعالية في إرشاد المرضى ومتابعتهم تغذويا بعد إجراء عملية جراحة المعدة.
|