ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الحياة العلمية والفكرية في مدينة لاردة

المصدر: مجلة الآداب
الناشر: جامعة بغداد - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: جواد، رياض عدنان محمد (مؤلف)
مؤلفين آخرين: سعيد، صباح خابط عزيز (م. مشارك)
المجلد/العدد: ملحق
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2019
التاريخ الهجري: 1441
الشهر: كانون الأول
الصفحات: 117 - 138
ISSN: 1994-473X
رقم MD: 1047489
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

44

حفظ في:
المستخلص: أغفلت المصادر التاريخية عن الحياة والمؤسسات والمراكز التعليمية والعلمية في الفترة الأولى بعد إكمال عملية فتح الأندلس التي سميت بعصر الولاة كونها حله تأسيس وفتوحات إلا بعض الأنشطة أو ما تشهده المساجد من نشاط تعليمي، وقد انعكست الاضطرابات التي مرت بها الأندلس على جميع الأحوال فيها وفي الوقت نفسه لم تتأثر بالثقافة القوطية المحلية بسبب قصور وضعف هذه الثقافة ولكثرة المنازعات لذا اقتصر اقتباس ما هو ضروري من الثقافة من المشرق العربي لتمشيه أمور الحياة وفق الأحكام الشرعية. كان أهل الأندلس منذ الفتح العربي الإسلامي على مذهب الإمام الأوزاعي الذي كان من المجاهدين الذين رابطوا في مدينة بيروت لصد الغزو البيزنطي البحري ولهذا مذهبه أهتم بالتشريعات الحربية والجهاد فكان يناسب الأندلسيين بهذه الفترة التي قامت على الجهاد ولهذا تمسكوا به كون أن أغلب العرب الداخلين للأندلس على مذهبه فكان من الطبيعي أن ينتقل الشاميون بمذهبهم إلى الأندلس وبسبب الرابطة المتينة التي كانت بين الشام وبلاد الأندلس وتجدد الدولة الأموية بالأندلس اعتبرته امتداد لخلافتهم السابقة بدمشق ولذلك كان المذهب الأوزاعي هو الشائع في أول الأمر ويشير ابن فرحون إلى أن مذهب الأوزاعي قد غلب على الشام وعلى جزيرة الأندلس إلى أن غلب عليها مذهب مالك بعد المائتين فانقطع منها إذ أصبح أبو عبد الله صعصعه أحد تلاميذ الأوزاعي الذي بدأ ينشر مذهبه في بلاد الأندلس وقد سار أهل الأندلس على مذهب الأوزاعي الذي كان من أنصار مدينة الحديث ولا يرضى عما استحدثه الأحناف من الأخذ بالقياس وظلوا يأخذون عنه حتى تحولوا إلى مذهب مالك. إلا أن هذا المذهب لم ينهض تلامذته به ونافسهم في ذلك جملة من رواد المالكية الذين رحلوا إلى الشرق وتعلموا المذهب المالكي وعادوا به الى الأندلس الذي جمع بين سلفية الأوزاعي (الأخذ بالحديث) وحرية المذهب الحنفي في الأخذ بالقياس مع اعتماد المذهب على الأخذ بالقران والسنة كمصدرين أساسيين لاستنباط الأحكام الشرعية وأن أهم ما حدث في عصر هشام بن عبد الرحمن هو دخول مذهب مالك الذي كان معاصراً للأمير هشام معجباً به لا يكف عن الثناء عليه، ويعد ابن شبطون أول من أدخل مذهب الإمام مالك إلى الأندلس وهو أول من أدخل موطأ مالك إلى الأندلس الذي يعني السهل الواضح فأخذ عنه يحيى بن يحيى الليثي الذي حظي بالمكانة الرفيعة عند الأمير هشام وكان الليثي قد لقي مالكاً وروى عنه كتاب الموطأ وكان من أجل أصحاب مالك ومن أهم العوامل التي حملت أهل الأندلس للأعجاب بمذهب مالك جاء موافقاً لطبيعتهم العقلية فهو مذهب يعتمد على النص ولا يفسح المجال للعقل، فأخذ القضاة وفقهاء ومشاورين بالحكم به وأخذ الأمير يستفتيهم فيما يجري من أمر حتى أصبح المذهب الرسمي في الأندلس ومن المعلوم أن مذهب مالك الوحيد من العناصر الحضارية الذي قبلته الإمارة الأموية في الأندلس خارجاً عن نظم الأمويين في الشرق وظل الأمراء والخلفاء الأمويين يشجعون العلم والعلماء إذ كان الأمير عبد الرحمن بن الحكم فقيهاً حافظاً للقرآن ورواية الحديث وقد شبه بالمأمون العباسي في طلبه للكتب الفلسفية، وكان ابنه محمد عارفاً بالحساب حليماً حسن الأدب، وكان للتجار دور بارز في عهده إذ نقلوا مع تجارتهم الكتب العلمية وباعوها في الأسواق الأندلسية والتي كانت سبباً في تنمية الحركة العلمية.

ISSN: 1994-473X

عناصر مشابهة