المستخلص: |
تهدف هذه الدراسة إلى البحث في الهيمنة الأمريكية على الشرق الأوسط بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي وما نجم عن ذلك من تحول جذري للنظام الدولي، كما تحاول هذه الدراسة أن تشرح تبعات هذا التغير وما أحدث من تغييرات عميقة وتحديات شديدة على كافة الصعد وعلى مستوى العالم ككل ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص. إضافة إلى ذلك فإن هذه الدراسة تحاول أن تبين الاستراتيجيات التي انتهجتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة سعيا نحو فرض وإحكام هيمنة القطب الأمريكي الأحادي لتعزيز مصالحه وسياساته في المنطقة من خلال تتبع النتائج التي نجمت عن هذه الاستراتيجيات خلال الفترة من 1991-2015 ونتائجها السلبية على إقليم الشرق الأوسط مما أدى إلى إيصال المنطقة إلى وضع معقد جدا وكذلك على الولايات المتحدة كنتيجة لاستراتيجيات سيئة التقدير من قبل صانعي ومتخذي القرار الأمريكي. كما أن هذه الدراسة تبين أن السياسات والتقديرات الأمريكية لنتائج استراتيجياتها لم تكن دقيقة حيث تسببت بشكل مباشر وغير مباشر كنتيجة لتعاطيها مع التطورات والتحولات والاحتياجات المختلفة لمنطقة الشرق الأوسط خلال هذه الفترة إلى تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن هذه الدراسة تحاول أن تحصي وتشرح مؤشرات التراجع الأمريكي والاستراتيجيات الأخيرة التي تتبعها سعيا لإعادة تموضعها في الإقليم مما تسبب أيضا في خلق أنواع جديدة ومعقده من التصدعات في التركيب السياسي والإيديولوجي للمنطقة على نحو يستعصي معالجته سواءا إقليميا أو دوليا لأن ارتدادات هذه التصدعات طالت العالم بأجمعه.
|