المستخلص: |
تواجه مدارس علم لنفس ونظرياته صعوبة في التعامل مع الإنسان بأبعاده البيولوجية والعقلية والوجدانية، وكلما حاولت أن تفك طلسما، اعترضتها تحديات تجعل تقدمها محدودا ونسبيا، وذلك بسبب تجزئة الإنسان وتناول ظواهره النفسية والسلوكية بمعزل عن البعد الغيبي في شخصيته المتمثل في الروح. وتظهر كثير من الدراسات النفسية المتأخرة بأن ثلث الذين يخضعون للعلاج النفسي يستفيدون من تلك العلاجات المختلفة بمستوى يمكن قياسه، بينما يبقى غالبية من يترددون على المصحات والمشافي النفسية موزعين بين الاستفادة الجزئية الطفيفة وعدم الاستفادة مطلقا. من هنا يبحث المشتغلون بالعلاج والإرشاد النفسي عن طرق بديلة تتعامل مع المسترشدين والمتعالجين بجميع أبعادهم العضوية والنفسية والروحية. وتعرض هذه الورقة العلاج بالاستنارة الذي تم تطويره كأسلوب إرشادي نفسي-روحي يعتمد على تفعيل الطاقة الروحية للمسترشد (الاستنارة) لعلاج مشاكله الصحية النفسية منها والروحية من خلال استحضار معية الله سبحانه وتعالى كحالقة عقلية إجرائية، وتوظيف مجموعة من الفنيات المطورة كالتأمل. والتخيل الموجه والذكر مع التركيز والتدبر، ويقوم العلاج بالاستنارة على مجموعة من المبادئ الدينية من بينها: أن كل إنسان يولد على فطرة سليمة في أحسن تقويم، ويتمتع بالحرية والقدرة على الاختيار وأن المرض النفسي أو الروحي يحدث للإنسان نتيجة للظروف التي قد تحتنكه ظاهريا أو باطنيا. كما أن زمام التغيير بيد الفرد المسلم، فباب التوبة مفتوح وليس بين الفرد وربه حجاب، وإن الهدف من تطبيق العلاج بالاستنارة هو بلوع المسترشد مستوى النفس المطمئنة. وتتضمن الورقة مفهوم العلاج بالاستنارة ومبادئه وتطبيقاته ومجموعة من الفنيات الإرشادية التي أخضعت للتحكيم اعلمي والشرعي، قبل تطبيقها عبر المراحل التالية: مرحلة وضع الإطار النظري لمفهوم العلاج بالاستنارة ومبادئه وتطبيقاته وفنياته، مرحلة إعداد برنامج العلاج بالاستنارة وتحكيمه من قبل متخصصين في الإرشاد النفسي وفي العلوم الشرعية، شرح البرنامج للمسترشد، تدريب المسترشد على فنيات البرنامج، تنفيذ 60 دقيقة. تقييم فاعلية البرنامج من جلسات البرنامج الموزعة على 12 جلسة ومدة كل جلسة تتراوح من 45 خلال المسترشد والمرشد وقياس التغيير الذي يطرأ على المسترشد.
|