المستخلص: |
قدمت هذه الرسالة بعون الله وتوفيقه لإبراز شخصية أبي جعفر الطحاوي عالما من علماء الأمة الإسلامية، ولإبراز قوته في استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، وكذلك لبيان طريقته في فهم النصوص، ولإبراز درجته الفقهية التي تبوأها بين الفقهاء وهي إحدى الأهداف من كتابة هذه الرسالة، ولقد كان رحمه الله أحد الأعلام الذي استطاع أن يجمع بين العلمين الشريفين وهما علم الحديث وعلم الفقه، كما قال الذهبي وأبدع وأتقن بالتأليف والتصنيف فيهما، والتركيز في هذه الرسالة كذلك على بيان منهجه في الاستدلال ثم مناقشاته للأدلة، وترجيحه للقول الذي تؤيده الأدلة حسب فهمه ونظره إليها، ثم تصريحه بالمخالفة أو الموافقة لشيخه أبي حنيفة رحمهما الله تعالى، ومعروف أن إبراز الشخصية الفقهية الاجتهادية لا تظهر إلا من خلال عرض مخالفاته المدعمة بالأدلة، ولهذا السبب ذكرت بعض المسائل التي خالف الطحاوي فيها شيخه أبا حنيفة مع الأدلة والمناقشات والترجيح، وبينت خلال دراستي أن لأبي جعفر الطحاوي تأثيرا فقهيا قويا على المذهب الحنفي خاصة وعلى الفقه الإسلامي عامة.
|