المستخلص: |
تعتمد البلدان القاحلة حول العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اعتمادا كبيرا على تحلية مياه البحر للحصول على مياه الشرب. وفي الآونة الأخيرة تزامنت الزيادة السريعة في إنشاء محطات تحلية المياه المعتمدة على تقنية التناضح العكسي (SWRO) بالقرب من المناطق الساحلية لإنتاج مياه الشرب مع ازدياد حدوث ظاهرة ازدهار العوالق النباتية الضارة (HABs). ولقد أسفرت المشكلات المرتبطة بظاهرة ازدهار العوالق النباتية الضارة تحديات مستمرة لمحطات التحلية. لذلك هدفت هذه الدراسة على دراسة تأثير العوامل الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية على بنية مجتمع العوالق النباتية بشكل عام وعلى ازدهار العوالق النباتية الضارة بشكل خاص في منطقة شمال غرب بحر عمان وبالقرب من محطة تحلية المياه التابعة لشركة مجيس للخدمات الصناعية، الواقعة بميناء صحار الصناعي. حيث تم أخذ العينات لمدة عام من أبريل 2018 إلى مارس 2019. تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها في المياه العمانية استهدفت دراسة العوالق النباتية الضارة والتحقق من وجود حويصلات هذه الأنواع بالقرب من محطة تحلية مياه البحر والواقعة في منطقة صناعية. تم جمع 144 عينة ماء البحر بشكل أسبوعي من ثلاث مناطق، منطقة السحب (Intake)، خارج منطقة السحب (Out)، ومنطقة المصب النهائي (Outfall) وذلك من موقع واحد في كل منطقة. خلال هذه الدراسة، تم تسجيل ما يقارب 64 جنس من العوالق النباتية، حيث عرضت كل منطقة تركيبة مختلفة من العوالق النباتية من حيث الوفرة والتواجد. شكلت الدياتومات المجموعة الأكثر شيوعا من بين مجموعات العوالق النباتية الأخرى في جميع مناطق الدراسة، وساهمت بأكبر عدد من الأنواع في محطة خارج منطقة السحب "out" (42 نوعا)، وأما أقل عدد من الأنواع فقد تم تسجليه في محطة المصب النهائي "outfall" (28 نوعا). تليها من حيث الوفرة مجموعة السوطيات الدوارة، حيث تم تسجيل أكبر عدد من الأنواع في محطة خارج منطقة السحب "out" (21 نوعا)، في حين تم تسجيل أقل عدد في محطة المصب النهائي "outfall" (11 نوعا). وتم رصد نوع واحد ينتمي إلى مجموعة الطحالب الخضراء المزرقة "Trichodesmium erythraeum" في جميع محطات الدراسة. حيث سجلت محطة المصب النهائي أعلى تركيز لهذا النوع طوال العام وبلغت أقصى وفرة له خلال موسم الربيع (97780 cell/L). كما تم خلال الدراسة تسجيل 20 نوع من العوالق النباتية الضارة والتي توزعت بشكل مختلف في جميع المحطات من حيث الوفرة والنوع.
أثبتت الدراسة أن فصل الشتاء هو الموسم الأكثر إنتاجية للعوالق النباتية، وبالتحديد خلال موسم الرياح الموسمية الشمالية الشرقية، حيث سجل أعلى نسبة من العوالق النباتية، يليه فصل الخريف، بينما سجل فصلي الربيع والصيف أقل عددا في وفرة العوالق النباتية، فيما عدا نهاية موسم الصيف خلال الرياح الموسمية الجنوبية الغربية (بالتحديد في شهر سبتمبر). أهم أنواع العوالق النباتية الضارة التي تم سجيل ظهورها على مدار العام في منطقة الدراسة كانت:Pseudo-Prorocentrum, Dinophysis spp, Coscinodiscus sp, Chaetoceros spp, Nitzschia spp, Gyrodinium spirale, Ceratium spp, gracile. بينما ظهرت بعض الأنواع خلال مواسم متفاوتة من العام ومنها: Scripsiella, Protoperidinium spp, Margalefidinium polykrikoides, Noctiluca scintillans, Trychodesmium erythraeum, Gonyaulax sp, Alexandrium sp, sp. أظهرت معظم الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمياه السطحية اختلافات موسمية ومكانية. وبينت نتائج الدراسة أن المستوى العالي للمغذيات المسجل في مناطق الدراسة وتحديدا مستوى النترات (NO3) والأمونيوم (NH3) والسليكات (SiO4)، بالإضافة إلى التغيرات في درجات حرارة مياه البحر هي أهم العوامل التي تحكمت في التقلبات الموسمية للعوالق النباتية، وهي نفسها العوامل التي ساهمت في تكرار حدوث ظاهرة ازدهار العوالق النباتية الضارة في المنطقة. لقد تم تسجيل سبع أنواع من حويصلات العوالق النباتية الضارة وجميعها تنتمي لمجموعة السوطيات الدوارة. وكانت الأنواع السامة من هذه المجموعة هي المهيمنة على بقية الأنواع. كشفت هذه النتيجة أن ميناء صحار الصناعي (SIP) يوفر بيئة جيدة لنمو حويصلات العوالق النباتية الضارة. بالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن المخلفات الكيميائية المحتوية على النيتروجين والتي تقوم الشركات الصناعية التي تزودها شركة مجيس بالمياه بتفريغها في منطقة المصب النهائي "outfall" يمكن أن يكون لها تأثير على وفرة وتنوع مجتمعات العوالق النباتية حول محطة تحلية المياه وخاصة حول منطقة المصب النهائي. ومن أهم توصيات الدراسة أن تكون هناك برامج مراقبة مستمرة للتغيرات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية لمياه البحر، ودراسة الأنواع المسببة لظاهرة ازدهار الطحالب الضارة وتشكل الحويصلات ليس فقط في محطة مجيس، وإنما يجب أن تشمل الدراسة منطقة ميناء صحار الصناعي.
|