ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مملكة غرناطة في القرن الثامن الهجري من خلال فتاوى الإمام الشاطبي: جوانب جديدة من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية

المصدر: مجلة الأندلس
الناشر: جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف - مخبر نظرية اللغة الوظيفية
المؤلف الرئيسي: دبور، محمد علي (مؤلف)
المجلد/العدد: مج5, ع19
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2019
التاريخ الهجري: 1441
الشهر: ديسمبر / ربيع الآخر
الصفحات: 21 - 84
ISSN: 2357-0644
رقم MD: 1060345
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

60

حفظ في:
المستخلص: ما زالت حقب كثيرة في تاريخ الأندلس يكتنفها الغموض لندرة المعلومات التاريخية عنها، وبخاصة فيما يتعلق بالجانب الحضاري بجوانبه المتعددة، اقتصاديا أو اجتماعيا أو فكريا وثقافيا ودينيا، وما زال الباحثون والمهتمون بتاريخ الأندلس يبحثون بحثا حثيثا عما يسد هذا النقص، ويكشف غموض تلكم الفترات، وكان القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي من الفترات التي ما زلنا نجهل الكثير من أحداثه وتقلباته في تاريخ الأندلس عامة، وتاريخ مملكة غرناطة خاصة. وإذا كنا نفتقر إلى المصادر التاريخية التقليدية لسد هذا النقص، فقد التفت الباحثون إلى نوع آخر من المصادر يساعد في إماطة اللثام عن جوانب متعددة من تاريخ الأندلس، سياسيا أو حضاريا، ألا وهي كتب الفتاوى، فهي في الأساس كتب ترتبط ارتباطا وثيقا بالواقع الأندلسي، بل تقوم عليه؛ لأنها عبارة عن أسئلة موجهة إلى العالم أو المفتي في أمور حياتية، اجتماعية كانت أو دينية أو اقتصادية أو علمية أو تربوية ليجيب عنها، لذا فهي تكشف لنا عما كان يموج به المجتمع الأندلسي في تلكم الفترة من قضايا وأحداث ومشكلات. وكان الإمام أبو إسحاق الشاطبي قد عاش حياته كلها في غرناطة في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي في عهد ملوك بني الأحمر (بني نصر)، ومن ثم فقد كان أدرى بظروفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وغيرها، وتعد إجاباته عن الأسئلة الموجهة إليه من فئات المجتمع الغرناطي بصفة خاصة شهادة شاهد عيان لما كانت تموج به غرناطة في هذه الفترة من أحداث وتقلبات وظروف مختلفة. وبتقليب صفحات الفتاوى استطعنا الوقوف على العديد من الجوانب المهمة في غرناطة في عصر الشاطبي، فعرفنا شيئا عن الجوانب الاقتصادية في هذه الفترة وما كانت تتميز به من ضيق الحياة المعيشية والعلاقة الحذرة مع النصارى وتحريم بعض المعاملات التجارية معهم، كما وقفنا على العديد من صور من النشاط الفلاحي مثل: لقط الزيتون بجزء منه أو من زيته، وكراء الأرض المنسوبة للسلطان وزراعتها مقابل جزء مما تنبته، وكذلك الشركة في تربية دودة (القز) الحرير، والوقوف على بعض الحرف والصناعات وأهم التقاليد المرتبطة بكل حرفة، والتعرف على معلومات جديدة وطريفة عن الأحباس في الأندلس، وأقسام أحباس المساجد في الأندلس، وكذلك أقسام أنقاض الحبس، بالإضافة إلى وجود معلومات طريفة وجديدة حول مشكلة توزيع مياه الري في غرناطة، وما يرتبط بها من نزاعات بين المزارعين الغرناطيين. كما ساعدتنا هذه الفتاوى في التعرف على بعض الجوانب الاجتماعية الجديدة في غرناطة في عصر الشاطبي، ومنها ضيق ذات اليد ومشكلات الزواج، والعديد من العادات الاجتماعية التي اشتهرت في غرناطة في هذه الفترة مثل تزيين الأضاحي وتعليقها، وكذلك التعرف على صناعة بعض ألعاب الأطفال كتصوير الشماعين للأيدي في المناسبات المختلفة، وأيضا عادة تقبيل الراس واليد والمنكب بعد انقضاء صلاة العيدين. وكشفت الفتاوى أيضا عن جوانب جديدة ومثيرة من الحياة الدينية في غرناطة في فترة البحث، ومعظم الفتاوى أشارت إلى تردي الأحوال الدينية وكثرة البدع والانحلال وخروج الناس عن صحيح الدين، وكان من أهم الظواهر الدينية التي كشفت عنها تلكم الفتاوى: ظاهرة الارتداد عن الإسلام وحكم إرث المرتد بعد رجوعه إلى الإسلام، وكذلك وجود طائفة الفقراء الصوفية أو الطائفة الفقرية وانتحالهم للمنكرات في غرناطة، ثم ظاهرة إقامة المولد النبوي في غرناطة والاحتشاد لها بكل ألوان الزينة والطعام والترتيبات السلطانية اللازمة. وخلاصة القول أن هذه الفتاوى جديرة بالعناية، وحقيقة بأن يعكف عليها الباحثون، ليس أهل الفقه والأصول فحسب، بل علماء الاجتماع والتاريخ، خاصة المؤرخين المهتمين بالحضارة الأندلسية، فهي تصور عدة جوانب مهمة من حياة الأندلسيين والأوضاع في مملكة غرناطة في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي.

ISSN: 2357-0644