ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الإرشاد النفسي: خطواته وكيفيته : نموذج إسلامي

المصدر: المجلة الدولية للعلوم التربوية والنفسية
الناشر: الأكاديمية العربية للعلوم الإنسانية والتطبيقية
المؤلف الرئيسي: النغيمشي، عبدالعزيز بن محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع42
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2019
الصفحات: 103 - 133
ISSN: 2536-9261
رقم MD: 1069681
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

555

حفظ في:
المستخلص: الإسلام منهج شامل للحياة ييسر للناس السعادة والسواء والصحة النفسية، ويرشد إلى الطريق الأمثل لتحقيق الذات، ونمو الشخصية، وترقيها في مدارج الكمال الإنساني، وهو -أيضا -يخبر طبيعة النفس البشرية، ويعالج مشكلاتها، ويستنفذها من مواطن التيه والضعف والانحراف، قال تعالى: (أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين). ويهدف هذا البحث إلى معالجة الإجابة على سواء يتعلق بالإرشاد النفسي هو: كيف تتم عملية إرشاد الفرد في ظل المنهج الإسلامي؟ وقد تم عرض نموذج للمراحل التي تشتمل عليها العملية الإرشادية في ضوء المنهج الإسلامي -كما يراها الباحث -في تسلسل منطقي متلاحق ومترابط، يبدأ بمرحلة ما قبل الإرشاد وتشتمل على عملين إجرائيين هما: وضع الأهداف، ومعرفة المسترشد، ويثني بمرحلة التهيئة، وتشتمل على عملين -أيضا -هما إزالة العوائق المعرقلة للإرشاد، وإيجاد الدواعي، ويثلث بمرحلة الإرشاد، وتشتمل على مرتكزاته، وكيفياته، وطرقه، والمرحلة الرابعة هي: ما بعد الإرشاد، وتعني بتقويم الإرشاد، والقيام بتعديل الأساليب والطرق عند الحاجة. والجزء الأكبر من هذا البحث يعالج المرحلة الثالثة (الإرشاد) إذا أنه جوهر البحث ومقصده. ولكي يأخذ البحث منحى عمليا فقد ربط النموذج بمرحلة معينة من مراحل النمو -وهي مرحلة المراهقة والشباب-ليتم التمثيل والتوضيح من خلالها، كما زود البحث بالأشكال المساعدة على تصور التسلسل المنطقي لبعض المبادئ المطروحة في البحث. بدأ البحث ببيان الواجبات قبل الإرشاد ومن أهمها: وضع الأهداف العامة للإرشاد في مرحلة ما -كمرحلة الشباب -ووضع الأهداف الخاصة لحالة أو فرد بعينه، وقد بين الباحث بعض هذه الأهداف، ثم انتقل إلى عملية التعرف على المسترشد وعناصرها، مستخدما نوعا من المسترشدين - للتمثيل - هم الشباب، فتطرق إلى أهمية معرفة المرشد لحدود فترة الشباب، ومعرفة التاريخ الشبابي الإسلامي المعروض في قصص القرآن، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيرة الصحابة والسلف وغيرهم، وإدراك طبيعة مرحلة الشباب واستعدادهم، ومن ذلك هشاشة البناء الفكري، ورقة العاطفة، والاستعداد للاضطرابات الشخصية، وتطرق - أيضا - إلى أهمية العلم بالاستعداد المعرفي للاسترشاد، ومعرفة موقف الشباب من الكبار، ومدى إقبال المسترشد على المرشد وانصرافه عنه، والعنصر الأخير في التعرف على المسترشد هو معرفة مطالب النمو لدى الشباب وحاجاتهم النفسية، سواء كانت مطالب عامة لكل الشباب، أم مطالب خاصة بالشباب المسلم. أما مرحلة التهيئة -المتعلقة بإيجاد الدواعي وإزالة العواطف -فموضوعاتها تدور في ثلاثة محاور: الأول في صفات المرشد، وقد تناول أهم الصفات -من وجهة نظر الباحث -التي تهيئ لجدوى الإرشاد وقبوله وهي: الصدق والإخلاص، والقدوة، والعلم، وتوفر القدرات والوسائل. والثاني في مصادر التلقي عند المسترشد، ومن أهم المصادر الميسرة للإرشاد أو المعيقة له الأسرة، والإعلام، وقد بين البحث أثر هذين المصدرين على المسترشد سلبا أو إيجابا في مرحلة التهيئة للإرشاد. والثالث في الاستعداد النفسي للاسترشاد، ويمثل نهاية عملية التهيئة، وبداية عملية الإرشاد، حيث يعمل المرشد على جلب انتباه المسترشد إلى أهمية الإرشاد، وإيجاد الرغبة في الاستقبال والسماع. وفي مرحلة الإرشاد -وهي جوهر العملية الإرشادية -ثم تناول وجهة الإرشاد في المنهج الإسلامي من خلال ثلاثة عناصر، هي: ‎١‏-الحاجات. ‎٢‏-ضوابط إشباع الحاجات. ‎٣‏-كيفية تشكل الشخصية.

‏وتمثل هذه العناصر مساقا متصلا يكمن السواء والانحراف النفسيين فيه أو في أحد عناصره، ومن ثم يتم بناء الشخصية بناء سويا أو منحرفا. والحالات المسترشدة التي تعاني من الاضطراب النفسي لابد أن تدرس في ضوء هذا المساق. ‏فأما الحاجات فقد تناولها المنهج الإسلامي تناولا يتفق -أحيانا -مع وجهة النظر النفسية الحديثة، ويختلف -أحيانا –أخرى، وذلك للاختلاف في تفسير طبيعة النفس البشرية، وقد عرض البحث أنواعا من الحاجات مثل الحاجة إلى الأمن، وإلى المحبة، وإلى الانتماء، ومثل الحاجة إلى الهداية، وإلى الذكر، وإلى التوبة. ‏ثم يأتي بعد ذلك موضوع إشباع الحاجات الذي يخضع لنظام دقيق -في الإسلام -من حيث الكم والكيف والطريقة، ويسير وفق الهدي الإسلامي المبني على تصور شامل عن فطرة الإنسان وخصاله. وقد بين البحث الأطر والمسارات التي تحكم وتوجه عملية الإشباع، وتتمثل هذه المسارات في مقاصد الشريعة الخمسة وهي: 1- حفظ العقل. 2- حفظ النفس. 3- حفظ العقل. 4- حفظ النسل. 5- حفظ المال. وفي الترتيبات الهرمية داخل هذه المقاصد وهي: 1- حفظ الدين. 2- حفظ النفس. 3- حفظ العقل. 4- حفظ النسل. 5- حفظ المال. وفي الترتيب الهرمية داخل هذه المقاصد وهي: 1- الضروريات. 2- الحاجيات. 3- التحسينات. ففي كل مقصد تشبع الحاجة في مستويات ثلاثة، تبدأ من الأهم إلى الأقل أهمية، فأحيانا تكون ضرورية، وأحيانا تكون حاجية، وأحيانا تكون تحسينية، وقد شرح الباحث ذلك ومثل له بثلاثة أمثلة وهي: 1- الحاجة للطعام. 2- والحاجة للباس. 3- والحاجة للولد. ثم بعد إيضاح كيفيات الإشباع ومساراته في المنهج الإسلامي، بين الباحث بعض مفاهيم المواجهة والتطبيق التي يحرص المنهج الإسلامي النفسي على تأسيسها في نفسية الممارس وهو يقوم بإشباع حاجاته ومطالبه، ومنها: 1- مفهوم الابتلاء. 2- ومنهوم الوسطية. 3- ومنهوم المجاهدة. 4- ومفهوم الصبر، وتم إيضاح إثنين من هذه المفاهيم. أما تشكل الشخصية - وهو العنصر الثالث في مرحلة الإرشاد - فيخضع هو - أيضا - لنظام محدد في المنهج الإسلامي، وقد رأى الباحث أن تكوين الشخصية في البيئة الإسلامية يتم وفق التسلسل الذي يتضمنه مفهوم الإيمان، كما يقرره القرآن والسنة، وأن الشخصية تتشكل من خلال ترقبها في سلم الإيمان الذي يؤهلها لاكتساب صفات وسمات معينة حسب الدرجة التي تقع فيها. أما المبادئ التي تحكم هذا التسلسل فهي أربعة - يترتب بعضها على بعض - أولها: أن السلوك مكون رئيس للإيمان، أي أن الإيمان محل للتحصيل والإنجاز عن طريق الأعمال والممارسات اليومية للفرد، ويكون مستوى التحصيل بحسب الانسجام مع كيفية إشباع الحاجات في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية ودرجاتها الذكورة سابقا. وثانيها: أن الإيمان يزيد وينقص وفق مقدار السلوك وكيفية، يزيد بالطاعة وينحسر بالمعصية، وعليه فإن للإيمان أثرا تراكميا وفقا للتحصيل العملي الذي قد يصل إلى مستوى عال في الكم والكيف، حتى يكون أمثال الحبال. وثالثها: أن المؤمنين يتفاوتون في الإيمان، ولذلك فإن الناس طبقات ودرجات في مستوى الإيمان يبدأ من وجود أصل الإيمان الذي يعد أدنى المستويات، وينتهي إلى الطبقات العليا السابقة بالخيرات. ورابعها: أن لشخصيات المؤمن

ISSN: 2536-9261