المستخلص: |
يتناول هذا البحث أحد صور العلاقات بين إيالة الجزائر وإسبانيا خلال الفترة الحديثة. ويتمثل ذلك في المعاهدتين اللتين تم عقدهما بين البلدين الأولى خلال سنة 1786 والثانية في سنة 1791، وقد اتصفت العلاقات بين البلدين بالتوتر والحروب ابتداء من سنة 1505، وهو تاريخ احتلال أول مدينة جزائرية من طرف الإسبان وهي المرسى الكبير. وقد تبع ذلك قيام الإسبان بسلسة من الهجمات الإسبانية على العديد المدن الساحلية الجزائرية واحتلال البعض منها خلال القرن السادس عشر مثل وهران وبجاية، وهنين وغيرها. وقد ترتب عن ذلك قيام البحارة الجزائريين بهجمات على بعض المناطق الساحلية الإسبانية وجزر البليار، ما زاد من جعل منطقة الحوض الغربي تعرف عدم الأمن والاستقرار. وقد استمرت العلاقات غير السلمية بين البلدين، خلال القرن السابع عشر رغم مرورهما بظروف داخلية صعبة، وقد شهد القرن الثامن عشر في ربعه الأخير تجدد الحملات الإسبانية على مدينة الجزائر، قصد إجبارها على التسليم، وهذا يتمثل في حملة أوريللي سنة 1775، وحملتي أنطونيو بارثيليو 1783، 1784، لكنها فشلت كلها في إخضاع الجزائر لسلطة الإسبان، ورغم ذلك فقد أبرم الطرفان المعاهدتان المذكورتان. وقد اختلفت ظروف عقد كل منهما، فالأولى انعقدت بعد سنتين فقط من حملة بارثيلو الأخيرة (1784)، واقتناع إسبانيا بضرورة التحول إلى حالة السلم مع الجزائر، ودخول البلدين في مفاوضات استمرت لمدة سنة كاملة. أما المعاهدة الثانية فجاءت إثر تحرير وهران من الوجود الإسباني والتي كانت محاصرة من طرف الجزائريين. وقد تحولت العلاقات بين الطرفين من حالة الحرب والتوتر إلى حالة السلم والتبادل التجاري، سأركز في هذه الدراسة على الظروف التي تم فيها انعقاد هذين المعاهدتين، كما أتناول بالتحليل محتوى كل منهما، وانعكاساتهما على سير العلاقات بين البلدين إلى غاية تعرض الجزائر إلى الاحتلال الفرنسي، التي ظلت سلمية رغم ما كان يشوبها في بعض الأحيان من أحداث تثير التوتر لكنها لم ترتقي إلى حالة الحرب.
This study focuses on one aspect of the relations between the Regency of Algiers and Spain during the modern period. It is valuable to the Treaties on which entered into a between the two countries in the years 1786 and 1791, which are the only two concluded between them. The relationships between them dominated by tensions and wars, distinguished Spanish attacks on some Algerian coastal towns and occupy some of them during the sixteenth century, as Oran and Bejaia. This led the Algerian sailors to attack certain areas cô Spanish ts and the Balearic Islands. Despite the new Spanish attacks on the city of Algiers, which have failed to occupy the city, in the last quarter of the eighteenth century, this is SAGIT to O'Reilly campaign in 1775, and both attacks Antonio Barceló in 1783 and 1784. The two countries concluded the mentioned treaties. The circumstances of the conclusion of the two treaties are different .The first treaty was concluded just two years after the last campaigned Barceló (1784), and after processing of Spain to make peace with the Regency of Algiers, and entry of the two countries in the negotiations lasted years. The second treaty was concluded after the liberalization of Oran the Spanish occupation, which was besieged by the Algerians. I will focus in this study on the conditions of the two treaties, and the contents of each of them, and their impact on the relations between the two countries until the year 1830.
|