المستخلص: |
معاملة السفراء والدبلوماسيين في العصر البيزنطي الباكر تعددت وتنوعت السفارات بين مختلف الدول التي عاصرت الإمبراطورية الرومانية، وكانت هذه السفارات تؤدي أدوارا متعددة من نقل الرسائل إلى إدارة المفاوضات، والسفراء أنفسهم قد يكونوا مجرد ناقلي رسائل وكثيرا منهم كانوا مفاوضين. فمن الجدير بالذكر أن السفير أثناء تفاوضه مع الحاكم المرسل إليه عليه أن ينفذ التعليمات المعطاه له بشكل رسمي وكامل ولا ينحرف عنها بأي حال من الأحوال، لأن أية تصرفات فردية يقوم بها السفير خارج نطاق المهمة الدبلوماسية المضطلع بها، يمكن أن تعد تقصيرا في المهمة وقد تصل إلى حد الاتهام بالخيانة، ويمكن إقرار عقوبات بشأنها في حالة فشلها، أما في حالة نجاح السفارة في مهمتها، فكان من شأنه أن يمنح السفير امتيازا للحصول على ألقاب تشريفية، والارتقاء الاجتماعي، والحصول على مكانة واكتساب نفوذ في البلاط ذاته، كذلك كان من الممكن أن يحظى السفير بتشريف مماثل في البلاط المرسل إليه، ومن ثم يحصل على الهدايا والمعاملة اللائقة، وإقامة علاقات صداقة. وبالرغم من الدور الحيوي الذي لعبته الدبلوماسية البيزنطية في العصر الباكر للدولة البيزنطية، إلا أنها لم تتل حظا وافرا من الدراسات ومن حسن الطالع أنه وجدت مجموعة من الأبحاث تتناول أغراض السفارة ونتائجها، وأحيانا ذكر أسماء أعضاء السفارة ومكانة كل منهم، والمعايير والشروط الواجب توافرها في السفير، وهناك دراسة متميزة عن معايير اختيار السفراء في العصر البيزنطي الباكر، تناولت باستفاضة الشروط الواجب توافرها في السفير، في حين لم توجد دراسة قائمة بذاتها. عن أساليب وطرق معاملة هؤلاء السفراء، وما يمكن أن يتعرضوا له في البلاط المرسلين إليه. ومن هذا كان اهتمام هذا البحث بدراسة الأساليب والإجراءات والطرق المتبعة في استقبال السفراء في العصر البيزنطي الباكر، وما كانوا يتعرضون له في البلاط المرسلين إليه. كما سيتطرق البحث أيضا ما كان متبعا في استقبال السفراء بالدول المجاورة للدولـة البيزنطية. يتضح انه على الرغم من وجود الأسس والقواعد التي على أساسها يتم التعامل مع السفراء، والتي أقرت باحترامهم ومعاملتهم معاملة تليق بمكانتهم ومكانة الحاكم الذي أرسلهم، فأصبح السفير بذلك يتمتع بالحصانة والحماية في البلاط المرسل إليه. إلا أن هذه القواعد وتلك الأسس لم تحترم من جانب الممالك البربرية وتلك التـي أحاطت بالإمبراطورية الرومانية، حيث اخترقت ولم يلتزم بها. الأمر الذي جعل بعض السفراء يتعرضون للمعاملة السيئة من تجاهل وعدم المقابلة، كذلك تعرض بعضهم للسجن والقتل، أو الشك في أمرهم، ووضعهم تحت الحراسة المشددة، ومطالبتهم بالتخلي عن أسلحتهم. كما أتضح أيضا أن هذه المعاملة المسيئة للسفراء كانت تحدث عندما تكون العلاقات متأزمة بين البلدين، فيتم التعامل مع السفير بأسلوب غير لائق. أما في حالة وجود علاقات سلمية وودية بين الطرفين كان يعامل السفراء معاملة حسنة ويتم استقبالهم بحفاوة وترحاب.
During the Roman Empire era, There were various and different embassies. These embassies played several roles ranging from delivering correspondences to managing negotiations. Ambassadors themselves were sometimes mere deliverers of correspondences, but most of them were also negotiators. During his negotiations with the hosting governor, the ambassador had to follow the precise instructions given to him in a complete official manner. The ambassador must not, under any circumstances, make any personal decisions for this. could have been considered failure or even treason which may have resulted in severe punishment if the ambassador failed his mission. However, in case the embassy was successful, the ambassador may have received honoring titles, socially promoted, or gained status in court. The ambassador may also have gained similar honors in the hosting court, received gifts, and started prestigious friendships. Despite of the vital role which the Byzantine diplomacy played in the early Byzantine era, it was not studied thoroughly. Fortunately, I have found a number of researches about the purposes and achievements of embassies. Sometimes, names of embassy members, their ranks, and the qualities ambassadors should have were mentioned. There is an outstanding study about the criteria upon which ambassadors were chosen in the early Byzantine Empire era. This study stated, in detail, the qualification the ambassador must possess. However, there was no separate study about the reception of these ambassadors and what they might have experienced in the hosting courts. Thus, the researcher's main attention was focused on the ways and procedures of ambassadors' reception in the early Byzantine Empire era as well as what they might have experienced in the hosting courts. Apparently, despite the rules and regulations of receiving ambassadors which stated that ambassadors should be revered and dealt with in a manner that suited the stature of the ambassador and his emperor which gave ambassadors immunity and protection in the receiving court, these rules and regulations were preached by the Barbarians. Ambassadors were sometimes neglected and kept waiting. Some of them were kept in detention, imprisoned, asked to surrender their weapons, or even executed. This inappropriate treatment was often the case when there was tension between the two countries. However, if there were peaceful relations between the two parties, ambassadors were dealt with in an honorable manner and received respectfully.
|