المستخلص: |
النفس وإن كانت واحدة في الجنس إلا أنها من حيث الطبائع متعددة ، ومن حيث الاعتقاد مختلفة ، ومن حيث السلوك متنوعة ، وكذلك جاء الخطاب إلى النفس مختلفًا بحسب حال كل نفس ونوعها. وقد انبعثت نفسي للبحث في خصائص النفس ، وبيان أنواعها ، وما تمتاز به كل وحدة منها. ومن أبرز ما انتهت إليه الدراسة من نتائج أن النفس المخاطبة في آيات سورة البقرة ليس المراد بها الروح وحدها ولا الجسد وحده ، بل الإنسان بروحه وجسده. وأنه ينبغي للمسلم تجنب الخوض في الماهيات ، إذ لا يترتب على العلم بها حكم عملي ، ولا فائدة دينية ، بل الدلائل قائمة على أن الله تعالى حجب علم الماهيات عن بني آدم . وكذلك أن تحديد أنواع الأنفس وفقًا للمعتقد ، بيسر التعرف على أنواعها من حيث الطبيعة ، ومن هنا عرفنا أن النفس المنافقة والكافرة أمارة بالسوء ، أما النفس المؤمنة فتتراوح بين طبيعتين : المطمئنة واللوامة. تكشف خصائص النفس عن عدة حقائق أهمها: تفرد الله تعالى بخلق الأنفس جسمًا وعملاً ، عجز النفس البشرية عن التشريع ، فآلات النفس محصورة في عالم الشهادة على ضعف فيها وقصور وقلة علم ، بينما لابد للتشريع من الكمال المطلق وبخاصة في العلم والتقدير.
|