ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أهلية الشاهد النفسية وأثرها في صحة الشهادة القضائية

العنوان بلغة أخرى: Settings the Psychological Competence of the Witness and its Impact on the Validity of the Judicial Testimony
المصدر: مجلة العلوم الشرعية
الناشر: جامعة القصيم
المؤلف الرئيسي: الكريدس، سعيد بن علي بن منصور (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Alkridis, Saeed Ali Mansour
المجلد/العدد: مج13, ع2
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2019
التاريخ الهجري: 1441
الشهر: نوفمبر
الصفحات: 1710 - 1761
ISSN: 1658-4066
رقم MD: 1078603
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

99

حفظ في:
المستخلص: تعد الشهادة من أهم أدلة إثبات الدعوى القضائية، فهي غالباً التي يبنى عليها الحكم القضائي، لذلك فالاهتمام بها من نوافل القول، وأهم ما في الشهادة، هو أهلية من يؤديها وهو الشاهد، حتى يصدر الحكم القضائي حكماً فاصلاً وعادلاً، وبتتبع البحوث والإصدارات والمراجع الأصولية في الفقه والقانون لم أجد من تطرق للأهلية النفسية وخصها بعمل منفرد، وجدتهم يتناولون الأهلية العقلية ويهملون ما هو أهم؛ لأن العامل النفسي هو العدو الخفي الذي يشوه الشهادة دونما أن يدركه أو يتنبه له أحد، لذا نهضت فكرة هذا البحث الذي يسلط الضوء على العوارض النفسية التي تؤثر على صحة الشهادة القضائية، وقد تناولت هذا البحث في أربعة مباحث وخاتمة، بينت في أولها معاني كلمات هذا البحث، فالأهلية تعنى صلاحية الشخص لوجوب الحقوق المشروعة له أو عليه، والشاهد هو الذي يأتي بالخبر القاطع لإثبات حق أو نفيه أمام القضاء، والشهادة مشروعيتها ثابتة بنص القرآن الكريم والسنة المطهرة، وللشهادة ستة أركان، الشاهد، والمشهود به، والمشهود له، والمشهود عليه، وصيفة الشهادة، ومكان الشهادة (مجلس القضاء)، وللشهادة شروط من أهمها العقل والتمييز والعدالة، وللشهادة أهمية بالغة في الإثبات لم يغفلها النظام السعودي وقد ورد تنظيمها تفضيلياً في أهم نظامين في النظام السعودي وهما، نظام الإجراءات الجزائية ولائحته التنفيذية، ونظام المرافعات الشرعية ولائحته التنفيذية، فقد تناولها نظام الإجراءات الجزائية في الفصل السادس من الباب السادس في ثمان مواد، من المادة (١٦٢) حتى المادة (١٦٩) وتناولته أيضاً لائحته التنفيذية في ثمان مواد (113- 120)، كما تناولها نظام المرافعات الشرعية ولائحته وفق آخر التعديلات، حيث تناولها النظام في فصل مستقل وهو الفصل الخامس من الباب التاسع في المواد (١٢١- 127)، وتناولتها لائحته في المواد (١٢١/1، ٢، ١٢٢/1، ١٢٣/1، ٢، ١٢٦/1، ١٢٧/1، ٢)، وبينت الأنظمة ولوائحها كثيراً من متطلبات الشهادة وشروطها وإجراءاتها، وذكرت هذه الأنظمة بعض الضوابط التي يجب مراعاتها عند سماع الشهادة، كأن تؤدى في مجلس القضاء شفاهة ما أمكن ذلك، وأن تحمي المحكمة الشهود من أي مؤثرات خارجية نفسية أو مادية، وبين البحث أن للشهادة مرحلتان، مرحلة التحمل ومرحلة الأداء، ولها عمليات حسية وعمليات عقلية، وعمليات نفسية تم شرحها وبيانها، ثم تناول البحث أهم العوارض النفسية التي تجتاح الشاهد في أحدى مرحلتي الشاهدة أو فيهما معاً، فتناول البحث عشرة عوارض نفسية تجتاح الشاهد وتؤثر على أهليته وبالتالي تؤثر في صحة الشهادة، كان في مقدمة هذه العوارض عارض الغضب وهو من أكثر الانفعالات النفسية شيوعاً، ويعرف بأنه: انفعال بشرى، فطري، يؤدي إلى ثوران في النفس يحملها على الرغبة في البطش والانتقام، يعد الغضب -وخاصة الغضب الشديد- من أشد العوارض النفسة تأثيراً في الشهادة، وصحتها؛ لأنه يعطل الفكر، أو يفقده توازنه، وبالتالي يفقد معه الشاهد إدراك الواقعة إدراكاً صحيحاً في مرحلة تحمل الشهادة؛ وهي مرحلة مهمة؛ تبدأ بها مرحلة التخزين للواقعة، أو في مرحلة أداء الشهادة؛ فقد يستثيره أحد أو يكون غاضباً على أحد من أطرف الدعوى، والغضب في حد ذاته غير قادح في عدالة الشاهد، ولكن للغضب آثار نفسية وانفعالية تؤثر على صحة الشهادة، ذلك لأنه يؤثر على صحة إدراك الواقعة في مرحلة تحملها، ويؤثر على صحة الشهادة في مرحلة الأداء، باحتمال الكذب، والغيبة، والنميمة، وقول الزور، والانتقام، في حال تم استثارة غضب الشاهد من أحد الخصوم، أو الحضور، أو حتى القاضي، أو أحد من أعوانه أثناء أداء الشهادة، وكل من صدرت منه هذه الأفعال، أو بعضها؛ فهي أفعال تتنافى مع العدالة التي هي شرط من شروط صحة الشهادة، ثم تطرق البحث لعارض الخوف منه ما هو: فطري، كخوف الإنسان من عدوه، وخوفه من الضواري والسباع، أو من النار، أو من الدواب، ومنه ما هو خوف: مرضى، وهو الخوف من المجهول، تظهر أعراضه على الخائف في زيادة ضربات القلب وتسارعها، وسرعة التنفس، وجفاف الحلق، ويختلف الخوف الفطري عن المرضى؛ فالفطري معروف الأسباب؛ بينما المرضي غير معروف الأسباب، وموضوعه غامض ومبهم، وقد يسمى بـــ(الرهاب، أو عصاب القلق) ويتأثر بالتجارب السابقة، والصدمات النفسية العنيفة؛ وما يهمنا هو آثار هذا الخوف على صحة الشهادة القضائية، بنوعيه: الفطري والمرضي، فإن الخائف يعتريه بعض التغيرات النفسية، والفسيولوجية التي قد تفقده إدراك الواقعة على حقيقتها في مرحلة تحمل الشهادة، فقد يدركها مشوهة بالكلية أو بعض تفاصيلها، هذا في مرحلة تحمل الشهادة، أما في مرحلة أداء الشهادة وعند تعرض الشاهد لمثير من مثيرات الخوف لديه كخوفه من الاجتماعات الكبيرة، أو خوفه من مجلس القضاء، أو قد يكون خوفاً من المشهود ضده، فقد يؤدي به هذا المثير لسرد الشهادة سرداً غير صحيح؛ إما عمداً لتجنب آثار الخوف، أو غير عمد لوقوعه تحت سطوة الخوف دون إدراك منه، ثم تطرق البحث لعارض العداوة، فالعداوة شعور نفسي، قد يكون لها أفعال ظاهرة، وقد تكون أفعالها مستترة، وتحوطاً على كفاءة الشهادة وصحتها؛ لذا فإنها لا تصح شهادة العدو على عدوه، والعداوة المقصودة هنا هي: العداوة الدنيوية؛ لأنها من أقوى الريب، والشهادة تقبل للعدو لا عليه؛ لأنه متهم عليه غير متهم له، فالعلة في رد شهادة العدو؛ لأنها تجر نفع التشفي، والنفع من وراء الشهادة شبهة ترد بها الشهادة، وترد بسبب الحقد الذي تورثه العداوة، فالعدو عندما يشهد على عدوه يجر لنفسه نفعاً بالتشفي من عدوه، والعارض النفسي في العداوة ظاهر وبين، فالعدو يفرح لحزن عدوه ويحزن لفرحه، فالحزن والفرح من الانفعالات النفسية المؤثرة على صحة الشهادة، وعكس العداوة يأتي عارض الحب وبالرغم من التباين الكبير بين مشاعر العداوة ومشاعر الحب، إلا أنهما يتفقان في أنهما: عواطف وانفعالات نفسية، تؤثران على صحة القرار، وتؤثران على الإدراك، والإرادة، وبالتالي تؤثران على صحة الشهادة، ومثلهما يأتي عارض الغيرة، فالغيرة من الانفعالات الشائعة، التي ارتبط وجودها بوجود الإنسان، والشعور بالغيرة موجود عند جميع الناس بدرجات متفاوتة، فمن الغيرة ما هو محمود؛ كغيرة المسلم على محارم الله، وغيرته على نفسه ومحارمه، ومن الغيرة ما هو مذموم؛ وهي تلك العواطف، والانفعالات الشديدة، والمنحرفة التي غلب عليها الهوى، والحسد، والحب الزائد للنفس، فانحرفت بالسلوك، وجنحت بصاحبها إلى مراتع الجريمة؛ فالغيرة من الحالات الانفعالية التي إذا ما استحكمت في مشاعر الشاهد جعلته يخضع للهوى، وجنحت به عن قول الحق، لمنع المشهود عليه من مشاركته في الشيء الذي يحبه ويريده لنفسه؛ لأنها مرتبطة بتلك العواط

ISSN: 1658-4066

عناصر مشابهة