المستخلص: |
سنين طويلة مرت على تأليف الاستاذ الجليل طه باقر كتابه القيم من تراثنا اللغوي القديم، (باقر، 2010) ذكر فيه العديد من الكلمات، في غالبيتها العظمى أسماء أشياء ونباتات ومعادن وأطعمة وأدوات وغيرها، تستعمل في اللغات واللهجات العراقية الحديثة وهي من التراث اللغوي لبلاد الرافدين القديم، السومرية والأكدية على وجه التخصيص، وبعضها من الآرامية. ورغم أن ما يحويه الكتاب القيم المذكور ليس كله موروثا، بل فيه ما هو مشترك بين اللغات السامية، فإن محتواه لا يزال من الغنى بحيث يسمح للباحث التوسع والتعمق في أغلب مواده. ومن الملفت أيضا ان الدراسة في حقل هذه اللغات القديمة وما تكشفه من خفاياها، تضيف جديدا كل يوم الى الخزين الكبير من الموروث وإلى اكتشاف المزيد من المشتركات. وقد أظهرت الدراسات أن السومرية تكاد تكون المصدر الرئيس الذي استعارت منه اللغات الأخرى في بلاد الرافدين وما جاورها وذلك بحكم أنها لغة المؤسسين الرئيسين لحضارة بلاد الرافدين إلى جانب مساهمات لا نعرف لحد الآن مداها وحجمها بالضبط من قبل ما يصطلح عليهم باسم الفراتيون الأوائل (علي، 1989، ص 30-33؛ Rubio, 1999, p. 1-16)، وهم الذين سبقوا السومريين في سكنى ضفاف الفرات وأعاروا السومريين الكثير من المفردات، من أسماء مدن وحرف خاصة. فإذا ما تجاوزنا لغة الفراتيين الأوائل، فإن السومرية هي اللغة التي اقرضت غيرها أكثر مما استعارت. فنرى مثلا انتقال مفردات سومرية إلى الاكدية والايبلائية والآمورية والعيلامية، وانتقلت من خلال الأكدية، أو مباشرة من السومرية أحيانا، إلى البابلية والآشورية والكاشية والخورية. ومن البابلية والآشورية والخورية إلى الحثية والكنعانية والعبرية والآرامية، ومنها إلى العربية والفارسية والكردية والدرية والباشتونية والتركية ومن هذه اللغات الأخيرة إلى العالم أجمع. وما الكلمات والمفردات الرافدينية القديمة في اللغات الأوربية الحديثة إلا شاهدا ودليلا على هذا الانتقال والاستعارات التي حدثت على مر قرون طويلة (ساكز، 1979، ص 564-566). والمعروف ان الاستعارة والانتقال اللغوي لا يمثل الكلمات ومعانيها فقط، بل يحمل معه ثقافة المتكلمين بها وتراثهم وفكرهم أيضا، فانتقال كلمة أو مصطلح بما يحمل من معان ومدلولات الى قوم آخرين، يحمل معه مفردات ثقافتهم وعقائدهم ونظرتهم إلى الحياة، فكم يا ترى نحن متأثرون (من وعي أو بدونه وإلى يومنا هذا) بثقافة ومعتقدات السومريين؟
Usually, languages lend words to and from each other, in many cases, as well, words can be inherited from older to newer languages of interchanging groups of peoples, regardless ethnic affiliations. However, it is not so common to take or inherit composite forms or verbal forms to indicate specific meanings. This article analyzes a certain group of such forms, mostly from Sumerian, some from Akkadian which are still in use in the modern languages of the Near East, especially in Arabic. For example, the Sumerian forms nam-meš and (a)-zal which has become namūs (greek nomos) and ‘azal in Arabic, the Akkadian verbal forms šūlu, kânu, la išu and even the word ṣillu(m) are now in use in Arabic as šīl, kān, laisa and ṣallā in the praising phrase for the prophet.
|