| المستخلص: |
في فلسطين كما في أي مكان آخر، ينبغي استبعاد الاختزال في الدراسات الحضرية، إذ يجب وضع جميع العوامل المؤثرة تحت المجهر، لتجنب ضبابية الصورة المؤدية إلى مخرجات سطحية ضيقة الأفق في التنبؤ وبناء المستقبل. تعد نمذجة وإدارة النمو الحضري مشكلة معقدة على مستوى العالم في ظل الظروف العادية من حيث محدودية الأراضي وزيادة عدد السكان. يتضاعف هذا التعقيد في الواقع الفلسطيني في ظل ظروف جيوسياسية لا اعتيادية. في محافظة الخليل، كما هو الحال في جميع محافظات الضفة الغربية، تلعب المحددات الجيوسياسية دورا حاسما في التأثير على النمو الحضري للمدن. التقسيمات السياسية للأرض، المعابر والمحطات الإسرائيلية، جدار الفصل العنصري، المستعمرات الإسرائيلية، الطرق الالتفافية ومصادرة الأراضي هي المكونات الجيوسياسية للدراسة. تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الظروف الجيوسياسية الاستثنائية التي تؤثر على النمو الحضري في فلسطين على المستوى المحلي عن طريق تحليل العلاقة ما بين: تغيير الحدود، الامتداد الحضري، مورفولوجيا المدن، استعمالات الأراضي، نمط النمو والمحددات والقيود الجيوسياسية. وقد أجريت دراسة أدبية واسعة ومفصلة للوصول إلى فهم عميق لكافة جوانب الدراسة: للجغرافيا السياسية والاستعمار والحدود والنمو الحضري. تمت دراسة العديد من الحالات العالمية دراسة شاملة (برلين وأفريقيا جنوب الصحراء والهند الاستعمارية ومدينة غوما ومدن زاروميلا وأغواس فيرديس) لصياغة صورة واضحة عن تأثير الجغرافيا السياسية على النمو الحضري للمدن في ظروف جيوسياسية مشابهة. بالإضافة إلى مراجعة أدبية شاملة حول الممارسات والخطط الإسرائيلية في الضفة الغربية وبعد عام 1967. يركز البحث بشكل أساسي على تجمعين من محافظة الخليل. مدينة الظاهرية وبلدة ترقوميا. وقد كان من أبرز نتائج الدراسة أن للظروف الجيوسياسية اليد العليا في تحويل تلك التجمعات إلى مناطق حدودية بفعل الأمر الواقع وتشكيل ملامح واتجاهات ونمط النمو فيها. وباستخدام نظام المعلومات الجغرافية (GIS) كأداة تحليل رئيسية، تم إظهار التحولات في المواقع، الحدود الطرق والمعابر، المساحة المبنية، استخدامات الأراضي ونمط النمو الحضري.
|
