ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







معايير النبوة في العهدين ومشروع الخلاص

المصدر: أوراق ثقافية: مجلة الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر: د محمد أمين الضناوي
المؤلف الرئيسي: جابر، علي (مؤلف)
المجلد/العدد: مج1, ع2
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2019
الشهر: صيف
الصفحات: 299 - 318
ISSN: 2663-9408
رقم MD: 1093100
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

9

حفظ في:
المستخلص: حاولت في الواقع أن أستقصي المعايير المطروحة في العهدين، والبحث اللاهوتي المسيحي حول النبوة لتمييز النبوة الصادقة. ومن هنا جاء بعضها مدعوماً بالنص. ويحاول الاستقواء به، والبعض الآخر اجتهادياً، محاولاً مجاراة اللغة المتداولة مسيحياً لمقاربة المضمون ما أمكن، ثم التعامل النقدي مع هذه المعايير لمعرفة مدى مقبوليتها، وتحديد مساحة التوافق المنطبقة على نبوة محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) بوصفه خاتم النبيين والمرسلين. والنتيجة التي خلصت إليها في هذا القسم من البحث هي أن معايير النبوة إن لم تكن كلها ففي قسم كبير منها لا يمكن لها أن تتجاوز نبوة نبي الإسلام حتى إن الكثير من التشكيكات التي أثارها البعض اعترف البعض الأخر منهم بوهنها. لكن من الواضح أن انطباق هذه المعايير، وما هو أزيد وأوضح منها لن يدفع بالكنيسة إلى الاعتراف، والإقرار نبوة محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله)، ولسبب بسيط هو ربط النبوة عندهم بعقيدة ابن الإله الفادي، والثالثوث فصار المسيح ملء الزمان، والمسيحية امتلاء، وتمام الأديان. وهو يعنى عملياً إسقاط النبوة نهائياً. ومن هنا سنكون أمام إشكالية تعطل إمكانات الحوار الديني، فلا نحن سنوافق على الثالوث ومستتبعاته، ولا هم سيقبلون بالنبوة الخاتمة في الإسلام وما يلزمها. لكن قوة النبوة الخاتمة وسطوعها في الإسلام أوجدت إرباكاً شديداً أمام اللاهوتيين المسيحيين، فما العمل، وما هي سبل التعامل مع الإسلام؟ وهو ما دفع ببعضهم إلى طرح رؤية، جديدة للتعامل مع الإسلام تقوم على أساس وجود عناصر نبوية، وقيم خيرة في الإسلام يتم التعامل معها، وكأنه تعامل مع ظاهرة نبوية دون الاعتراف بالنبوة ذاتها. إنها فكرة التعايش واستيعاب الآخر من خلال المعطى المسيحي نفسه. في القسم الثاني من البحث يأتي العنوان الذي يمثل الهدف الروحي والإنساني للمسيحية وهو خلاص الإنسان. وفي الحقيقة هذا ليس هدف المسيحية وحدها، بل هو هدف لكل الأديان، والرسالات السماوية، وهو يعني نجاة الإنسان يوم القيامة، ونيله السعادة الأبدية. لكن ما هي طبيعة هذا الخلاص وإلى ماذا يرتكز؟ وهنا نقطة الاختلاف مع المسيحية. فقد بات الخلاص رهناً بقبول الإيمان المسيحي بكامل مفرداته، ولا سيما ثلاثية: ابن الإله، والفداء، والثالوث كما حددته المجامع الكنسية. إذاً حتى تخلص يجب أن تكون مسيحياً فتصبح شريكاً له، وابنه. وهذا يناقض بعض ما جاء في العهد الجديد من أن الله تعالى يريد (أن جميع الناس يخلصون ويبلغون إلى معرفة الحق)، وهو لذلك أرسل المسيح نبياً ورسولاً، ومعرفة الحق تعني معرفة الله تعالى كإله حقيقي وحيد (والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي الوحيد الذي أرسلته يسوع المسيح). هنا يتحول المسيح في هذا التحديد اللاهوتي لشروط الخلاص إلى سبب لهلاك الناس. في حين أن الخلاص في الإسلام يتوقف على عناصر أساسية ثلاثة بقطع النظر من الدخول في التفصيل الكلامي لها وهي: الإيمان بالله تعالى الواحد الأحد، واليوم الآخر، والعمل الصالح. الشيء المهم برأيي الذي يلزمنا الوقوف عنده، وفهمه بتوسع هو فكرة لاهوت الأديان المتعددة التي تجاوزت مفردات الإيمان المسيحي التي ينادى بها في اللاهوت الأنكلو- سكسوني. بالنسبة إلينا فمن الممكن لغير المسلم النجاة يوم القيامة، لكن ذلك يتوقف على جهله التصوري للإسلام من جهة، وأخذه بحقائق الفطرة الإنسانية المؤمنة بالله تعالى والعود إليه، والسلوك الصالح من جهة أخرى كما عبرت الآية الكريمة (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)).

ISSN: 2663-9408

عناصر مشابهة