ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المسألة الثقافية وثقافة العولمة

المصدر: مجلة فكر - العلوم الإنسانية والإجتماعية
الناشر: محمد الدرويش
المؤلف الرئيسي: بعلي، حفناوي رشيد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع20
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2019
الصفحات: 31 - 69
ISSN: 1114-9124
رقم MD: 1098566
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

42

حفظ في:
المستخلص: اتسع مدلول الثقافة ليشمل الجانب الوجداني في الإنسان والجانب العقلاني، بالإضافة إلى كيان الفرد في مجتمعه ومدى ترابطه مع الواقع المعيش. الثقافة أيضا هي نقطة تقاطع الذات مع الآخر دون الأخذ في الاعتبار حسابا لثنائية التأثر ولا ثنائية الأخذ والعطاء، لأنهما وجهان لعملة واحدة. من هنا نجد أن الرابطة هي ثورة في العلاقات الإنسانية. لأنها تصدر من مواجهة جذرية لفلسفتها وإعادة الترتيب لمدارج السلم القيمي الذي تقوم عليه، كما أنها تلغي صورة التفاضل الثقافي، الذي ساد التفكير البشري ردحا من الزمن، ومما يساعد على تعميق الرابطة الثقافية أن كل الروابط بين الأمم والشعوب محكمة اليوم بالمعيار التكنولوجي. وبالتالي يبدو مشهد العولمة في وجهها الأنجلو أمريكي، كفعل عنف ثقافي وتكثيف إعلامي شرش، وهجمة قوية على الثقافة الوطنية والقومية. فإذا انتقلنا من العنف الثقافي بين طبقات المجتمع إلى العنف الثقافي بين مجتمعات القرية العالمية، يمكننا أن نلخص المشهد الإعلامي والثقافي في راهنا، المتمثل في ازدياد عجز الدولة-الأمة الحديثة عن مواجهة مهامها الثقافية والسياسية، التي لم تتمكن من إنجازها في المرحلة السابقة. فمن نتائج العولمة الراهنة تعرض الدولة الحديثة للنقد، وهو ما يسمى بالدولة الرخوة، حيث نلمس ميل الفئات الحاكمة إلى الفئات الملتفة حولها إلى الفساد، وتجاهل القانون وحقوق الإنسان، وتغليب مصالحها الخاصة على المصالح العامة، وارتباطها المصلحي برجال الأعمال والخبراء ورجال البنوك والإدارة. إن هذه الحرب الصامتة واحدة من إرهاصات إعلان حرب عالمية-تجارية وثقافية ثالثة، ربما تتطلب المبادرة بالمطالبة بإنشاء مجلس أمن ثقافي عالمي، للحيلولة دون الاستمرار في عمليات الإبادة السريعة لمئات اللغات والثقافات، التي انقرضت في المنتصف الثاني من القرن العشرين، ومنع تحويل ما تبقى إلى أروقة المتاحف وأسطوانات الفلكلور العالمي. وللحفاظ على التراث الثقافي، والدفاع عن الإبداع الثقافي لدى الجماعات والمجتمعات، ولتأكيد تعدد الثقافات والحوار المتكافئ بين الحضارات والتحكيم العادل بينها. ولا سبيل للخلاص في المستقبل إلا من خلال إعادة الاعتبار للدولة المركزية-الوطنية والقومية-التي ترعى القوى الحية ولا تبطش بها، وتكفل متابعة السياسات الثقافية والتعليمية وتطبيقها بصفة جدية.

ISSN: 1114-9124

عناصر مشابهة