المصدر: | الجوبة |
---|---|
الناشر: | مركز عبد الرحمن السديري الثقافى |
المؤلف الرئيسي: | بوشردوقة، عبدالعزيز (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع68 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2020
|
التاريخ الهجري: | 1441 |
الشهر: | صيف |
الصفحات: | 32 - 33 |
ISSN: |
1319-2566 |
رقم MD: | 1102076 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يقارب الصقعبي في مجموعته (الحكواتي يفقد صوته)، وهي مجموعة قصصية صدرت عن جمعية الثقافة والفنون بالقصيم، 1410 ه، بهذا واحدةً من تجاربه المميزة في القصة العربية الحديثة، تخص الكاتب السعودي الصقعبي وحده، وهو القاص والناقد والأكاديمي والمثقف، الذي قدم للمكتبة العربية مؤلفات بالغة التميز والنوع والخصوصية. وتجربته القصصية لا تشبه غيرها في التعامل مع اللغة والفكر والرؤية والثقافة، فنصه النثري يعول على مفردات الحياة بأعلى درجات كثافتها وغناها وثرائها، ويحتفي بها احتفاءً بهيجاً. وقد وجدنا أن تجربته القصصية في هذه المجموعة الموسومة: "الحكواتي يفقد صوته" تدخل مدخاً نثرياً آخر في هذه التجربة العميقة؛ إذ يؤلف نصه النثري هنا على أربعة نصوص لأربعة طرق مختلفة، وهي تجربة كتابية تتفاعل وتصاحب وتترافق وتتماهى وتتعاضد وتتوازى مع تجاربه المهمة في الكتابة، نصٌ على نصوصٍ وتجربةٌ على تجارب، في نظام صوغٍ لغوي ينتزع الشعري من قلب النثري على نحوٍ بارع الجمال والألفة. تجتهد الكتابة التي حملها كتابنا عن تجربة نصه القصصي المميز هنا، في أن تكون نصاً جديداً على نصه، يتفاعل فيه النقدي بالشعري على نحوٍ صوغي نحسبه مختلفاً في مقاربة نصوص قصصية والتفاعل كتابياً معها. وبما أن نصه أصلاً هو نص على مجموعة نصوص، وتجربة على مجموعة تجارب، فنحن نحاول الانتقال بلعبة الكتابة إلى طبقة أخرى ثالثة تكون المقاربة فيها داخل فضاءٍ نقدي متحررٍ تقريباً من السياقات الأكاديمية التقليدية، بحيث يكون أقرب إلى فضاء الكتابة الحرة التي تزاوج النقدي بالشعري في تشكيلٍ لغوي يتحرى الحساسية القائمة على جماليات التعبير، بحيث تكون قادرةً على تمثيل العلاقة بين المقروء والمكتوب في تركيبة مشتركة. فنحن هنا، نتطلع إلى مجموعة قصصية مختلفة كما هي، بحثاً عن قدرة الكاتب في كتابته.. وإذا كان للشاعر شربل داغر في هذه المجموعة وجهٌ آخر يبزغ هنا وهناك للإشارة إلى ذخيرته النقدية والفكرية الماكثة في لغته الشعرية والقصصية المميزة، من حيث تعامله مع شخصيات القصة والمقاربة بين شخصية الرجل والمرأة في قصصه على نحوٍ ما... نتطلع إلى أن يقرأ كتابنا إلى كل مجموعاته القصصية والمسرحية معاً، لأن عدم قراءة تجربته معاً يجعل قراءة نص واحدٍ قراءةً ناقصةً. فثمة روحٌ متموجةٌ تواقةٌ متمردةٌ من الإلهام والإدهاش والإمتاع تظل متلبثةً في نصوصه، ولابد من العودة إلى نصوصه كاملة لاصطيادها في بريتها الأصلية وهي تنثر سحرها على ما تصله من أرجاءٍ وعوالم ومساحاتٍ. وكلي أمل أن تصل بهجتي ومرحي ومتعتي وسعادتي وأنا أشتغل على قراءة الكتاب... لا أريد أكثر حتماً. فهو يتمكن من جعل المصموت عنه محكياً في نصوصه القصصية، إذ يجعلك تعيش لغة النص بصورة مختلفة مميزة، ما يجعلك تقارب الحياة أقرب. المفهوم المتحول لقصيدة النثر لو نظرنا إلى الشعرية العربية، وحاولنا أن نعاين مراحل تطورها، لقلنا إن الشعرية العربية في زمن "قصيدة الوزن" – التي استمرت متسيدة أكثر من أربعة عشر قرناً - خضعت لنمطيةٍ ضاغطةٍ، سادت على نحوٍ كلاسي، وختمت على الذوق الشعري العربي بطريقة تقديسية عالية الإكراه، حتى صارت لدى المتلقي العربي نوعاً من الديانة التي تكفر من يخل بشرط من شروطها. وعملت آلة التخوين والتكفير والتسقيط على وضع كل من يتمرد على هذه "الحقيقة" في قفص الاتهام بالخيانة العظمى. استعانت هذه الآلة الشرسة بقميص عثمان "التراث المقدس الذي يتعرض، في نظرها، لهجوم "الخونة"، و"الكفرة"، و"المارقين" الخارجين على القانون، بما يحتم على حراس الفضيلة والحرم المقدس ودعاة الحفاظ على النسب الأصيل وشجرة العائلة التي يجب أن تكون صافية دائماً، أن يدافعوا عن التراث العربي ملخصاً بـ "قصيدة الوزن"، بكل ما أوتوا من قوة وحماسة وإيمان، و"من رباط الخيل"، مهما كلفت التضحيات. هكذا، بقي المشهد الشعري العربي مثقلاً بالوزن والقافية في تكرار ممل رهيبٍ متجذرٍ، لا يسمح لثورة التخالط الحاصلة في كل أرجاء العالم أن تتسرب إلى فضائها، فتوقظ فيه رغبة التغيير والتحول والتطور، نحو فضاء آخر أكثر حرية وأقل عنفاً. |
---|---|
ISSN: |
1319-2566 |