ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







مستقبل زيارة الأربعين في ظل التحديات والتهديدات والفرص

العنوان المترجم: The Future of The Arbaʽeen Pilgrimage in Light of The Challenges, Threats and Opportunities
المصدر: السبط
الناشر: العتبة الحسينية المقدسة - مركز كربلاء للدراسات والبحوث
المؤلف الرئيسي: شويخ، هادي حسن (مؤلف)
المجلد/العدد: مج5, ع2
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2019
التاريخ الهجري: 1441
الشهر: أيلول
الصفحات: 490 - 492
DOI: 10.52790/2239-005-002-030
ISSN: 2312-7449
رقم MD: 1113615
نوع المحتوى: عروض ابحاث
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

1

حفظ في:
المستخلص: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتحبين، ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.
إن تحدثنا عن سيد الشهداء عليه السلام فإننا نتحدث عن الرسول الأكرم لأنه امتداد للسيرة العطرة والصفات التي خصها الله به للرسول الأكرم، وما أعظم هذا التكريم الذي لم يضح به أحد من قبل لقد استودع رسول الأمه والإنسانية كل صفاته في الإمام الحسين عليه السلام وأتمنه على دين الإنسانية وما أعظمها من أمانة في رقبة الإمام الحسين سينحرها في سبيل نصرة الدين، وما أعظمها وما أحلاها من أمانة سيوفيها بدمه الشريف. لا يقاس الحسين عليه السلام بالثوار، بل بالأنبياء ولا تقاس كربلاء بالمدن، بل بالسماوات، ولا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر، بل بمنعطفات الكون، مع الحسين عليه السلام كل هزيمة انتصــار، وبدون الحسين عليه السلام كل انتصار هزيمة، لأن قصة عاشوراء لم تكتمل فصولها، فإن (كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء).
لقد كانت ومازالت التحديات والتهديدات أكبر وأكثر منذ مسيرة الإمام الحسين عليه السلام من المدينة المنورة إلى كربلاء، وهي إلى الآن تأخذ أبعاداً وأشكالاً مختلفة، فالاستكبار العالمي وقوى الظلام التي خرج الإمام لمقاتلتها مازالت جاثمة على شعوب الأرض تنهب مقدراتها، وعصابات داعش التي مازالت تمثل تهديداً مباشراً لكل زيارة أربعين للإمام الحسين عليه السلام، ومازالت تتربص بالحشود المليونية المتجهة صوب قبلة الشهادة مستخدمةً كل الأساليب الإجرامية للنيل من المؤمنين الزائرين بأي صورة. وكذلك الإعلام العالمي المسيس الذي يحاول تشويه هذا التجمع الإيماني عبر تقارير مفبركة لا تمت للواقع بصلة، وبرغم نجاح كل الزيارات في السنوات السابقة التي وصلت أعدادها إلى أرقام مليونية تجاوزت العام الماضي أكثر من 22 مليون زائر إلا أنها مازالت تواجه تحديات كثيرة على جميع المستويات اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، غير أن الجموع المليونية وفي كل زيارة تذوب هذه التحديات الكبيرة أمام هذا الزحف المليوني الذي تنتهي فيه كل الفوارق الطبقية والعرقية أمام الهدف الأسمى. لقد أدت زيارة الأربعين منذ انبثاقها وحتى الآن وستؤدي ذلك في المستقبل، وظيفتها الأساسية وهي المحافظة على التواصل وتجديد العهد بين الشيعة والإمام الحسين عليه السلام.
إن لزيارة الأربعين دوراً مهماً في تحريك الجماهير نحو الأهداف السامية التي مثلها الإمام الحسين عليه السلام وثار من أجلها وهي قيم الإيمان والحرية والعدالة والإنسانية، لذلك نحن نحتاج إلى أن تكون الزيارة عملاً ثقافياً توجيهياً وتوعوياً لإرشاد الناس، واستثمار العواطف الجياشة لتعريفهم بكل تلك القيم. فماهي الأدوار والمسؤوليات التي تقوم بها أصناف متعددة من المجتمع في مثل هذه الزيارات، وخصوصاً زيارة الأربعين التي تمثل محطة إيمانية كبيرة لكافة المسلمين.
أن الصفات الإنسانية للإمام الحسين عليه السلام في كل تفاصيل حياته لدلاله واضحة على إنسانية وعظم أفكاره لخدمة الإنسانية وصفاته الإنسانية التي قل نظيرها، ومع كل ذلك نجد أن تغييباً واضح للسيرة العطرة غير مقصود والتركيز على واقعه الطف بكل التفاصيل مع عدم إدراك ومعرفة الأجيال لهذه السيرة المعطاءة لسيد الشهداء. وان الإمام سيد الشهداء لم يكن إماماً للشيعة فقط بل لكل الإنسانية وفي كل مكان وزمان وان اغلب قادة العالم ومفكريه كانوا يعتبرونه أماماً للثوار وسيداً للشهداء ومصباحا للهدى ضد الظلم والظالمين ومنبعاً للفكر الإنساني من خلال صفاته الإنسانية وتعامله مع الرعية في كل زمان ومكان بكل خلق الأنبياء والمصلحين قبل أن يكون إماماً معصوماً واجب الطاعة.
فمن أجل أن نكون حسينيين بامتياز علينا أولاً أن نعيد صياغة علاقتنا بالسيرة الحسينية العملاقة، ففي هذه السيرة من المفاهيم والأسس والمبادئ ما بوسعها أن توحدنا وتنتشلنا من واقعنا الحاضر (المخيف) الذي يعج بالتخلف والفساد والفشل وسرقة المال العام والضعف أمام الأعداء والتفسخ الخلقي المريب إلى واقع جديد نستطيع من خلالها اللحاق بمن سبقنا، وفي ذلك الوقت (وحده) نكون قد ضمنا (شفاعة الحسين عليه السلام) وشفاعة جده وأبيه وأمه البتول، أما إذا اكتفينا بالشعائر ونحينا جانباً كل تلك المبادئ التي استشهد من أجلها ففي ذلك مظلمة للحسين المصلح الشهيد ولثورته.
إن زيارة الأربعين لها القدرة على نقل الملحمة الحسينية بأمانة للأجيال فإنها امتداد لتلك المسيرة العطرة الإنسانية للإمام الحسين عليه السلام في كل حياته وهو ميراثنا لكل الأجيال ودروس منها العبر في خدمة قضايا الأمة. وان دوره مازال ماثلاً في نقل الحقائق للمسيرة والدروس الحسينية لكل الأجيال وان الدور الحقيقي لم يقتصر على قضايا الدين فقط بل إلى كل القضايا التي تهم حياة الإنسان في العصر المعاصر وتقدم كل النصح والإفادة في خدمة قضايا آلامه والعالم أجمع مستلهمة من القرآن الكريم والسير العطرة للأئمة المعصومين الدروس والعبر في خدمة كل قضايا الإنسانية جمعاء.

وبرغم كل التحديات والتهديدات ما زالت زيارة الأربعين تجدد العهد والوفاء على البقاء على نهج إمامنا الحسين عليه السلام.
ونستنتج بأنه يمكن أن تشكل الزيارة فرصة كبيرة للعديد من الأمور الإيجابية التي لو استثمرت بشكل جيد لتغيرت الكثير من المفاهيم للعديد من المسلمين وغير المسلمين عن الإسلام وثورة الإمام الحسين عليه السلام وهي:
1- القيام بفعاليات غير تقليدية في يوم زيارة الأربعين للجاليات العربية والإسلامية في البلدان الغربية مثل (التبرع بالدم، توزيع المواد الغذائية على العوائل الفقيرة والمحـــــتاجة، محاضرات بكل اللغات حول عالمية ثورة الإمام الحسين عليه السلام.
2- نقل زيارة الأربعين من حدث محلي مذهبي إلى حدث عالمي إسلامي ومناسبة للتسامح والتقارب بين الشعوب في جميع أنحاء المعمورة.
3- مناسبة لتوحيد الرؤى الإسلامية والخطاب الإسلامي المعتدل ومناسبة لجميع المذاهب الإسلامية المعتدلة في التوعية للأفكار والأطروحات الإسلامية التي تخدم في جميع مفاصل الحياة (الإسلام يقود الحياة).
4- زيارة الأربعين مناسبة للتشجيع على ممارسة البذل والعطاء الإنساني والعـــــمل الطوعي في نفوس أبناء المجتمع والشباب خاصة من أجل روح التضحية والتكافل خاصة في مجال خدمة زوار الإمام الحسين عليه السلام، ودعم مقاتلي الحشد الشعبي في قتالهم لداعش وغيرها من الفصائل الإرهابية.
5- الزيارة مناسبة لتوحيد المفاهيم الإنسانية بين كل الأديان كونها تجتمع جميعاً في أن هناك مخلصاً للبشرية بعد الظلم والجور الحاصل في جميع أصقاع الأرض.


Praise be to Allah, the Lord of the universe, and peace and blessings be upon our leader and Prophet Muhammad and the people of his house, who are good, pure, righteous, and chosen. There is no power nor strength except by the highest Allah.
If we talk about the leader of martyrs (peace be upon him), then we talk about the Holy Prophet (PBUH) because he is an extension of the fragrant biography and the qualities that Allah made specific to the exalted Prophet. This is the greatest honor, which no one has ever been shown before. The messenger of the nation and humanity has deposited all his qualities in Imam Hussein (peace be upon him), and trusted him on the religion of humanity. What a great depository in the neck of Imam Husain, which he will sacrifice in order to support Isalm, and what a great and beautiful custodianship which he will protect with his honorable blood. Husain (peace be upon him) can not be measured by revolutionaries but by prophets, and Karbala is not measured with cities but with the heavens. Ashura is not measured by the events of the time, but by the turns of the universe, With Husain (peace be upon him), every defeat is a victory, and without him, every victory is a defeat because the story of Ashura has not completed its chapters yet. Indeed, (every day is Ashura, and every piece of land is Karbala).
Challenges and threats have been greater and more since the march of Imam Hussein, peace be upon him, from Medina to Karbala, and so far it takes different dimensions and forms. The global arrogance and dark forces that the Imam came out to fight are still persisting on the peoples of the earth looting their abilities. The gangs of Daesh, which still pose a direct threat to every Arba'een visit to Imam Husain (peace be upon him), are still lurking the million marches moving towards the place of martyrdom using all criminal methods to hurt visiting believers in any way as well as the politicized world media, which is trying to distort this faith gathering through fabricated reports that are irrelevant to reality. Despite the success of all visits in previous years, which reached a million figures of more than 22 million visitors last year, they still face many challenges at all levels of social, political, economic, and cultural. However, with the million marches and every visit, these big challenges melt before this million march, in which all class and ethnic differences end in front of the ultimate goal. Since its inception, the Arba'een visit has done and will do so in the future, its primary function of maintaining communication and renewing the covenant between the Shiites and Imam Husain (peace be upon him).
The Araba'een visit has an important role in moving the masses towards the lofty goals represented by Imam Husain, peace be upon him, and for which he revolted. These goals include the values of faith, freedom, justice, and humanity. Therefore, we must make the visit to be a cultural, mentoring, and awareness work to guide people and to invest passions in introducing them to all those values. What roles and responsibilities are played by multiple segments of society in such visits, particularly the Arba'een visit, which represents a great faith station for all Muslims.
That the human qualities of Imam Hussein, peace be upon him, in all the details of his life, are a clear sign of his humanity and the great ideas to serve humanity and his humanitarian qualities, the likes of which have lessened (now). However, we find that there is an absence of the fragrant biography, and it is unintentional, while the focus is on the event of Karbala in every detail with the lack of awareness and knowledge among the generations about this biography of the leader of the martyrs. Imam Husain (peace be upon him) was not only an imam of the Shiites but of all humanity, for every place and time. The majority of the world's leaders and intellectuals considered him as leader of the revolutionaries, a leader of martyrs, a light of guidance against injustice and oppressors, and a source of human thought through his human qualities and his dealings with the public at every time and place with all the ethics of prophets and reformers created, before being an infallible Imam whose obedience is Wajib (mandatory).
In order to be an admirer and follower of Husain with distinction, we must first reformulate our relationship with the great biography of him. This biography contains concepts, foundations, and principles that can unite us and take us out of our current (frightening) reality, which is full of backwardness, corruption, failure, theft of public money, vulnerability to enemies, and suspicious moral disintegration, into a new reality through which we can catch up with those who have preceded us. At that time (alone), we would have included (ourselves among those who will be eligible for) the intercession of Husain (peace be upon him) and the intercession of his grandfather, father, and mother (peace be upon them). However, if we remained content with the rituals and set aside all those principles for which he was martyred, then it would be an injustice to the martyr reformer Husain and his revolution.
The Arba'een visit has the ability to convey the carnage of Husain faithfully to generations. It is an extension of that fragrant human march of Imam Husain (peace be upon him) throughout his life. It is our legacy for all generations, and it carries lessons that would serve the nation's causes. It still plays its role by conveying the facts of the march and the lessons of Husain to all generations. The real role (of Imam Husain) is not limited to the issues of religion only, but to all issues that concern human life in the contemporary era. It provides all advice and benefits in serving the causes of his suffering and the world as a whole, inspired by the Holy Quran and the fragrant biographies of the infallible Imams, having lessons that serve all the causes of humanity as a whole. Despite all the challenges and threats, the Araba'een visit continues to renew a commitment to stay on the path of our Imam Husain (peace be upon him).
We conclude that the (Arba'een) visit could be a great opportunity for many positive things that, if invested well, would change many concepts of many Muslims and non-Muslims about Islam and the revolution of Imam Husain peace be upon him. These include:
1- To conduct non-traditional activities on the day of Arba'een visit to Arab and Islamic communities in Western countries such as (blood donation, distribution of food to poor and needy families, lectures in all languages on the universality of Imam Husain's revolution, peace be upon him).
2. Transferring the Arba'een visit from a local sectarian event to a global Islamic event and an occasion for tolerance and rapprochement among peoples throughout the globe.
3- An event for unifying Islamic visions and moderate Islamic discourse and an event for all moderate Islamic doctrines in raising awareness of Islamic ideas and theses that serve in all the points of life (Islam leads life).
4. The Arba'een visit is an occasion to encourage the practice of humanitarian giving and voluntary action among the people of society and young people, especially for the spirit of sacrifice and solidarity, especially in the field of serving the visitors of Imam Husain, peace be upon him, and supporting Popular Mobilization Forces fighters in their fight against ISIS and other terrorist factions.
5. The visit is an occasion to unify human concepts among all religions as they all meet in the fact that there is a rescuer to humanity after the injustice and tyranny that exists in all parts of the earth.
This abstract translated by Dar AlMandumah Inc. 2021

وصف العنصر: الجزء الثاني. أيلول 2019\n
ISSN: 2312-7449

عناصر مشابهة