المستخلص: |
لم تر كربلاء نعمة الماء طوال قرون عديدة في تاريخها، فمنذ أن نشأت المدينة، واستشهد الإمام الحسين عليه السلام فيها، كان الماء مشكلة لها، إذ لم تنعم به إلا قليلاً، ثم يقل الماء عن الإنسان والنبات، ليلجأ الناس إلى وسائل بسيطة في حفر الآبار، لسد حاجاتهم في الري والآرواء. على أن بعض المشاريع التي وضعت لتجاوز هذه الحالة قد وصفت ما بين حقبة وأخرى، ولكن الترسبات والفيضانات سرعان ما تحول تلك المشاريع إلى نقمة لا نعمة. فمشروع (النهر الفازاني) في القرن الرابع عشر سرعان ما اندرس، لتبدأ كربلاء المقدسة في معاناتها من الماء، ولم يدر بخلد الحكومات الأجنبية التي حكمت العراق ما بين القرون المذكورة أعلاه، والعقد الثالث من القرن السادس عشر الميلادي، أن تشق مشروعاً جديداً لإرواء كربلاء المقدسة، إلا زمن السلطان سليمان القانوني (1520-1566)، حيث شق ما يسمى بـ (النهر السليماني)، الذي عرف (بنهر الحسينية) فيما بعد، وحتى وقتنا الحاضر. ومع ما في هذا المشروع من فوائد كبيرة لكربلاء المقدسة، إلا أنه بمرور الزمن تعرض هذا المشروع لكثير من عوامل الترسبات، منذ إنشائه في القرن السادس عشر وحتى أواخر القرن التاسع عشر، حيث بدأ العمل الجدي بإحياء هذا المشروع الحيوي وتطهيره. إن مصادر هذا المشروع قليلة ما بين القرن 16-19، إلا أن جريدة (الزوراء) العراقية كانت خير معين لنا، لكونها قد غطت العمليات المصاحبة للبدء بهذا المشروع وحتى افتتاحه، وهي معلومات لا نجدها في أي مصدر تاريخي أخر، وعليها كان المعول في بناء هذا الموضوع بالدرجة الأولى.
Karbala never witnessed the boon of water during many centuries of its history. Since the foundation of the city, and the "Martyrdom" of Imam al-Hussain, and its people, how usually depended on wells. Although some project were done for digging and bringing water to karbala, since the 14th to 19th centuries, but this efforts never ended the problem. Therefore, the Ottoman government was obliged to resolve this problem, and bringing water to karbalam at the end of the 19th century. The sources of this subject is so rare, therefore, we depended of al-zawra, newspaper, which was the most important historical item, after Ottoman documents, that it composed the main material for this study.
|