| المستخلص: |
تكتسب دراسة تأريخ المدن المحلية أهمية كبيرة، لأن في ضوء ذلك يتم معرفة التاريخ العام للبلد بصورة تفصيلية، وعلى الباحثين المختصين بدراسة تاريخ المدن المحلية أن تكون دراستهم شمولية بدءاً بتطوراتها الاجتماعية ومن ثم الاقتصادية والسياسية، لذا فتاريخ العراق العام لا يمكن قراءته بصورة دقيقة دون دراسة التطورات العامة في مدنه، ومن هذا المنطلق بدأت الدراسات التاريخية الأكاديمية تبحث عن المدن العراقية. مدينة كربلاء المقدسة من المدن المهمة في العراق، ودراسة تاريخها من مختلف جوانبه مسؤولية المؤرخين لكشف النقاب عنه، لاسيما في العهد العثماني لعدم تغطيته بصورة تفصيلية من لدن الباحثين. وفي هذه الدراسة سلطنا الضوء على واقعة كربلاء لعام 1842، التي كانت لها أصداء محلية ودولية كبيرة استمرت لسنوات عدة نظراً لهولها والوحشية التي استخدمت فيها من قبل حكومة بغداد في التعامل مع سكان مدينة كربلاء المقدسة. استطاعت جيوش علي رضا اللاظ أن تدخل المدينة المقدسة وتفعل بها كل المنكرات من قتل وهتك أعراض ونهب وسلب، وهتك حرمة الضريحين الطاهرين للإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام، وبذلك فرضت إرادتها وسيطرتها بالقوة وانتهت المعارضة الكربلائية لحكومة بغداد العثمانية. في هذه الدراسة سلطنا الضوء على هذه الواقعة المؤلمة، أسبابها ونتائجها، معتمدين على مجموعة من المصادر التي ذكرت أحداث كربلاء لعام 1842م. ويبدو واضحاً أن سياسة البطش التي انتهجتها الدولة العثمانية أثارت الكراهية لها من أهالي المدن والأرياف، خاصة في وسط وجنوب العراق. لأن هذه السياسة كانت قائمة على الطائفية. اتسم عهد علي رضا باشا اللاظ بالحكم القاسي فقد لاقى العراقيون من سياسته التي اتبعها معهم من الظلم، إذ جعلهم يميلون إلى جانب محمد علي باشا المتطلع إلى بناء دولة عربية حديثة تضم مصر وبلاد الشام والجزيرة العربية، فضلاً عن رغبتهم بالتخلص من قسوة حكم اللاظ، وأمام الموقف العراقي المساند للوالي محمد علي باشا الذي تمكن من إخضاع الإحساء والقضاء على الدولة السعودية الثانية، وعدم قدرة علي رضا باشا اللاظ من المواجهة، تقدمت بريطانيا لمساعدة الدولة العثمانية وحماية لمصالحها في الشرق، وإبعاد الحرب عن العراق في وقت كانت العشائر العربية تسعى للتخلص من ظلم الحكم العثماني. إن القارئ لأحداث كربلاء في عام 1842م يتوصل إلى نتيجة دقيقة تتمثل في كراهية العرب للعثمانيين بصورة عامة، كما يتوصل إلى السياسة الطائفية التي اتبعتها حكومة إسطنبول في العراق، وكانت النتيجة التذمر والانتفاضات والمجابهة كثيراً مع الجيوش العثمانية.
The study of the history of local cities has a great significance through which we can know the detailed history of the country as a whole. The researchers who are concerned with this field should explain all the social, economic and political developments that took place in these cities. We cannot, for example, understand the history of Iraq unless we study the history of each of its cities. The holy city of Karbala is one of the important cities of Iraq and its history, especially during the Ottoman era, is the focus of this study with reference to all the related issues. The battle of Karbala which took place in 1842 lasted long and witnessed severe incidents because of the horror and brutality that have been used by the government of Baghdad against the residents of Karbala. Ali Ridha Al-Ladh who was the ruler at that time and his army attacked the city, killed many people and looted a lot of things especially the treasure which belong to the holy shrines of Imam Al-Hussein and his brother Imam Al-Abbas (peace be upon them). They also impose their tough rules and exterminated all the opposition movements. This study sheds light on the reasons and sequences of this battle by reviewing the related resources. It is concluded that the policy of violence followed by the Ottoman state had resulted in a sense of hatred on the part of the people of the urban and rural areas especially in the central and southern Iraq since the government policy was based on sectarianism. The reign of Ali Ridha Al-Ladh is characterized harsh and unjust which made the Iraqi people look forward to following Mohammed Ali Pasha in order to establish a modern Arabian state which includes Egypt, Ihsaa and the Arabian peninsula as well as to get rid of the rule of Al-Ladh. This situation made Ali Ridha lose the ability to face challenges and led the Britons to reinforce their support to the Ottoman state in order to protect their strategic interests in Iraq. The reader of the events of 1842 can conclude that the Arabs had hated the Ottomans in general and can notice how sectarian their policy in Iraq was which consequently resulted in many uprisings, complaining and confrontations with the Ottoman army.
|
