ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التجاور الصوتي وأثره في مخرج الصوت وصفته: دراسة في كتاب الموضح في التجويد لعبدالوهاب القرطبي، ت. 461 هـ.

العنوان المترجم: Acoustic Juxtaposition and Its Effect on The Sound Description and Place of Articulation: A Study in The Book "al-Muwaddah Fil Tajweed" by Abdul Wahab Al-Qurtubi, DOD. 461 AH.
المصدر: مجلة كلية اللغة العربية بالمنصورة
الناشر: جامعة الأزهر - كلية اللغة العربية بالمنصورة
المؤلف الرئيسي: الشوربجي، السيد عبدالحليم مصطفى عبدالعال (مؤلف)
المجلد/العدد: ع39, ج1
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2020
الصفحات: 391 - 442
DOI: 10.21608/JFLM.2020.134890
ISSN: 2357-0679
رقم MD: 1115234
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: يعد الصوت هو الأساس التي تقوم عليه كلمات اللغة، وقد عني علماء اللغة قديما وحديثا بالصوت في مراحله المختلفة، خاصة في مرحلة النطق (الإنتاج)، ثم مرحلة انتقاله عبر الوسيط (الهواء)، حتى يصل في مرحلته الأخيرة لأذن المستمع، وهي مراحل تحدث بشكل تلقائي، وكان جانب النطق - أو ما يعبر عنه حديثا بعلم الأصوات النطقي- أهم هذه المراحل كلها؛ لأنه يهتم بطريقة النطق الصحيحة للصوت في حالتيه الإفرادية والتركيبية، من حيث المخرج والصفة، فالمخرج يميز حيز الصوت عن غيره من الأصوات، والصفة تسم الصوت بسمة خاصة؛ حتى لا يتداخل مع غيره من الأصوات. والصوت في مادته الخام أو في حالته المنفردة من خلال صورته النطقية المثالية، لا يتأثر مخرجه ولا صفته؛ بل يخرج واضحا صريحا دون لبس، ولكنه في حالته التركيبية حينما يتجاور في كلمة ما مع بعض الأصوات، قد يحدث نوع من التأثير في مخرجه وصفته بدرجات متفاوتة؛ فالصوت المجهور قد يؤثر على مجاوره المهموس، فيصبح مجهورا مثله، كما في السين والباء في كلمة (أسبوع) التي تصبح (أزبوع)... وقد يحدث العكس كما في بعض صور نطقنا لكلمة (مجتمع)، الذي تتحول فيه (الجيم) المجهورة إلى صوت مهموس هو (الكاف) أو ما يقرب منه. وعند التفتيش في تراثنا الثر والتعمق فيه نجد أنه لم يهمل جانبا من هذه الجوانب المتعلقة بالدرس الصوتي، وكان لعلماء العربية الأوائل دور بارز في تجلية كل ما يتعلق بالصوت من كل جوانبه، واجتهدوا اجتهادا كبيرا في ذلك؛ حرصا منهم على سلامة أصوات العربية من اللحن والانحراف، وكان لعلماء التجويد بشكل خاص- دور كبير في هذا؛ لأنهم كانوا معنيين بوضع ضوابط صارمة وثابتة لتلاوة القرآن الكريم، والذي كان له الفضل الأوحد في حفظ أصوات العربية دون تغيير؛ حيث تناقله العلماء والقراء بشكل نظري وعملي جيلا بعد جيل، دون خلل أو انحراف، برغم اختلاف الزمان والمكان. وقد كان اختيارنا لواحد من هؤلاء؛ وهو الإمام عبد الوهاب بن محمد القرطبي (ت 461ه). صاحب كتاب (الموضح في التجويد)، وكان الدافع لاختيار هذا الكتاب عدة أمور منها: -احتواؤه على مادة علمية ثرة ومتعمقة في دراسة أصوات العربية، وما يتعلق بها من أحكام تجويدية وصوتية، تتعلق بالنص القرآني. -انتماء مؤلفه- مكانا- إلى الأندلس، وكان لعلماء الأندلس أسلوب مميز في الدرس اللغوي بشكل عام، وانتماؤه- زمانا- إلى القرن الخامس الهجري، وهو القرن الذي شهد علماء أفذاذا في شتى مجالات العلم؛ خاصة علم العربية... - قلة شهرة هذا الكتاب وصاحبه؛ خاصة إذا قورن بعلماء اللغة، أو حتى علماء التجويد؛ الذين عاصروه كالإمام أبي عمرو الداني (ت 444ه)، أو مكي بن أبي طالب (ت 437ه. أو الذين جاءوا بعده كالإمام ابن الجزري (ت: 833ه) صاحب كتاب (التمهيد في علم التجويد). فضلا عن كونه من الكتب التراثية المهمة، التي اهتمت بمسائل علم الأصوات وقضاياه، على الرغم من اختصاصه بتجويد القرآن، وكذلك احتواؤه على ملاحظات وإشارات صوتية دقيقة، منها هذا الموضوع محل البحث؛ حيث خصص الباب الثاني من أبواب كتابه لمعالجة الصوت في حالة ائتلافه وتجاوره مع غيره، وعنونه بقوله: "في ما يعرض في هذه الحروف من الأحكام عند ائتلافها وتركبها ألفاظا. وتحدث فيه بشكل خاص عما أطلق عليه "شوائب الحروف" وهو مصطلح انفرد به القرطبي ... وهو ما سيقف معه البحث بالدراسة. وينطلق هذا البحث من تساؤل رئيس وهو: هل يمكن أن يتأثر مخرج الصوت أو تتأثر صفته المميزة له بسبب تجاوره لبعض الأصوات دون بعض؟ وهل يمكن أن تنشأ أخطاء صوتية عن هذا الأمر، تخرج الصوت عن خاصية نطقه؟ أو ما عبر عنه عبد الوهاب القرطبي بشوائب الحروف، وهل كان لعلماء الأصوات العرب دور في تجلية هذا الأمر؟ وسيحاول البحث الإجابة عن هذا التساؤل من خلال دراسة متأنية في كتاب الموضح في التجويد لعبد الوهاب القرطبي؛ وفق منهج وصفي تحليلي مؤصلا وموثقا لهذه الظاهرة، ومعضدا لما رآه عبد الوهاب القرطبي بآراء اللغويين وعلماء التجويد؛ للوقوف على مدى اهتمام علمائنا الأوائل بدقائق الدرس الصوتي، والتعمق في أبعاده النطقية؛ خاصة في جانبه التركيبي والسياقي. وتكمن أهمية هذا البحث في محاولة استجلائه للصورة النطقية للصوت اللغوي في حالته التركيبية، ومدى تغير هذه الصورة من موضع لآخر بحسب التجاور الصوتي، وفق ما يعرف بالتأثير والتأثر، أو المماثلة الصوتية بتعبير اللغوين المحدثين لهذه الظاهرة، وما ينشأ عنها من أخطاء في نطق الأصوات، وأيضا تسليطه الضوء على الجهود العميقة والدقيقة والإشارات العبقرية لتراثنا العربي وعلمائه، على الرغم من إمكانات عصورهم المتواضعة إذا ما قورنت بإمكانات العصر الحديث، خاصة عبد الوهاب بن محمد القرطبي صاحب كتاب الموضح في التجويد. وهو محل هذه الدراسة. ويهدف البحث في النهاية إلى بيان: -أثر التجاور الصوتي في مخرج الصوت وصفته. -مدى عناية علمائنا الأوائل بالدرس الصوتي، ووصولهم إلى نتائج وأحكام صوتية لا تقل دقة عما وصل إليه الدرس الصوتي الحديث. -إشارات عبد الوهاب القرطبي وجهوده في استجلاء أثار التجاور الصوتي من خلال كتابه: الموضح في التجويد.

The sound is the basis on which the words of the language are based, and linguists in ancient and modern times have been concerned with the sound in its various stages, especially in the stage of articulation (production), then the stage of its transmission through the medium (air), until it reaches in its final stage to the ear of the listener, which are stages that occur in a form. The pronunciation aspect - or what is recently expressed in phonology - was the most important of all of these stages; Because it is concerned with the correct way of pronouncing the sound in its singular and synthetic states, in terms of the output and the character, so the director distinguishes the sound space from other sounds, and the adjective characterizes the sound with a special feature; So as not to interfere with other sounds. And the sound in its raw material or in its singular state through its ideal articulation, neither its director nor its quality is affected; Rather, it comes out clearly and frankly without ambiguity, but in its compositional state, when it adjoins a word with some sounds, some kind of influence may occur in its output and its description to varying degrees. The loud voice may affect its whispered neighborhood, so that it becomes loud like it, as in the Seine and Ba in the word (week) which becomes (spring) ... and the opposite may happen, as in some of our pronouncements of the word (community), in which the loudest (gym) turns into A whispered voice is (kef) or something close to it. When inspecting our rich heritage and delving deeper into it, we find that it did not neglect one of these aspects related to the phoneme lesson, and the early Arab scholars had a prominent role in manifesting everything related to the sound in all its aspects, and they worked very diligently in that. Out of their concern for the integrity of the Arabic sounds from melody and deviation, the Tajweed scholars in particular - had a great role in this. Because they were concerned with setting strict and constant controls for reciting the Holy Qur’an, which had the sole merit of memorizing the Arabic sounds without change. As scholars and readers transmitted it theoretically and practically, generation after generation, without defect or deviation, despite the difference in time and place.

ISSN: 2357-0679