ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أسباب الأمراض في المصادر الكلاسيكية

المصدر: مجلة كلية الآداب
الناشر: جامعة الإسكندرية - كلية الأداب
المؤلف الرئيسي: شعراوي، أمنية جمال الدين عبدالحميد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Shaarawy, Omnia Gamal El-Deen Abdel-Hameed
المجلد/العدد: ع86
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2016
الصفحات: 1 - 20
رقم MD: 1120712
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: لفتت أسباب الأمراض ومداوتها نظر اليوناني قديما فأفرد لتفسيرها الكثير من الأساطير وليس أدل على ذلك من نسجهم لأسطورة خلق باندورا Pandora، لتشكل أول ظهور للأمراض كعقاب من الآلهة على خطا أو إثم ارتكبته واحدة من بني البشر. اختلفت آراء كتاب الملاحم وكتاب المسرح وأيضا المؤرخين حول أسباب الأمراض حسب ما وردت في سطور أعمالهم. قدم معلم اليونان الأول هوميروس في الإلياذة محاكاة حقيقية للموروث الآرخي الذي قال بأن الأمراض هي عبارة عن عقاب تنزله الآهة على المذنبين من البشر لذنب ما اقترفه أو للإرادة الحتمية للآلهة في آن واحد، فصور عصر هوميروس البطولي فضائل المحاربين، والقوة الجسدية، وعراقة الدم والنسب، فنجد ميل هوميروس إلى وصف الظواهر الجمالية وتفسيرها وكذلك حرص هوميروس على التعاليم الأخلاقية الأمر الذي جعله ينأى بأبطالهم عن الواقع. أما هيسيودوس فلقد أرجع حدوث الأمراض إلى الأرواح والقوى الخفية التي تحكم علـى البشر بحكم السحر. فالأمراض بالنسبة له لا تحصى ولا تعد وتهاجم البشر بإرادتها الذاتية، وذلك بسبب فعلي ناشئ أو واقع ضمن الجسم، وليس بقرار إلهي منفرد. فالأمراض بالنسبة لهيسيودوس موجودات تهاجم وتصيب الناس من تلقاء نفسها. أما عن أسباب الأمراض عند كتاب اتراجيديا اليونانية فلقد ظلت الدراما مرتبطة بالجوهر الأسطوري والفكر الإلهي والغيبي في إحداث الأمراض. فحاكى سوفوكليس الموروث الآرخي حيث صور الإنسان كشريك أضعف أمام الآلهة في هذا الوجود فهو ينقاد لأوامرها إنقيادا أعمى أو يجبر على ذلك بالعذاب والمعاناة حتى يدرك الحكمة المستفادة من الأحداث. أما يوريبيديس فكان أكثر كتاب التراجيديا الإغريقية اهتماما بتحليل النفس البشرية، فوضع مفهوما جديدا للنبل لا يقوم على الحسب والنسب بل على صفاء النفس وطهارة القلب. فصور الأمراض النفسية من جنون وهلاوس وإضطرابات إلى أفعال البشر جنبا إلى جنب مع غضب الآلهة وإرادتها. أما عن المؤرخين فلقد شكل كل منهم مرآة لعصره، حيث تأثر هيرودوتوس بالمفهوم الآرخي لإحداث الأمراض. فآمن بأن الأمراض هي عقاب ينزله الآهة على إثم ارتكبه أحد البشر من كراهية أو غطرسة أو ظلم آو انتهاك للحرمات. بينما جسد ثوكيديديس عصر التنوير في مجالي الطب والتاريخ أصدق تجسيد، والذي عكس إلى حد كبير المؤثرات العقلانية الأيونية فلقد كان وصفه بمثابة تسجيل للوقائع والحقائق تحمل في طياتها آرائه هو الشخصية مصحوبة بألفاظ وتعبيرات طبية توشي بفهمه لأهم المبادئ الطبية في عصره. أما عن ديودورس الصقلي فلقد صور أحد نماذج كتاب القرن الأول الميلادي الذين عاصروا شروح وتحقيقات على أعمال الإسكندرية العلمية فنهل منها القدر الوفير، فجاءت آراءه تحمل روح هذا العصر مع احتفاظه أيضا ببعض مناحي الموروث الآرخي في بعض تفسيراته.

عناصر مشابهة