ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

انتفاضة تشرين في العراق عام 2019 - 2020 وكيفية تعامل الحكومة العراقية ووسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية معها

المصدر: مجلة اتحاد الجامعات العربية لبحوث الإعلام وتكنولوجيا الاتصال
الناشر: جمعية كليات الإعلام العربية
المؤلف الرئيسي: الوزان، عبدالكريم عبدالجليل (مؤلف)
المجلد/العدد: ع4
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2020
الشهر: يونيه
الصفحات: 61 - 87
ISSN: 2356-9891
رقم MD: 1130064
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

13

حفظ في:
المستخلص: شهدت محافظة بغداد انطلاق الشرارة الأولى للتظاهرات السلمية الجماهيرية ضد المحاصصة والفساد والبؤس في بادئ الأمر ومن أجل الحصول على فرص العمل والخدمات. وتواصلت تلك التظاهرات متصاعدة في الأيام التالية، وتحولت عاجلا إلى انتفاضة شعبية عارمة عمت العراق بمعظم محافظاته، وهزت المنظومة الحاكمة بشدة لا سابق لها، واندفع إلى ساحات وشوارع العاصمة والمدن الأخرى ملايين المواطنين الساخطين على طغيان الطبقة الطائفية السياسية ومنهج المحاصصة واستشراء الفساد والبؤس والأزمة الشاملة. وقد أدى الرد الدموي على التظاهرات والعنف الوحشي الذي قوبلت به، والذي استهدف خنقها تماما وهي في المهد، فضلا عن الدور الذي لعبته بعض وسائل الإعلام الحكومية والمسيسة ومواقع التواصل الاجتماعي المغرضة في نشر الأخبار الكاذبة والفيديوهات المفبركة وعكس وترويج ما سعت إليه السلطات الحكومية، حيث تصاعد لهيب الانتفاضة واكتسبت بسرعة زخما عاصفا لم تستطع الإجراءات القمعية بكل عنفها الاستثنائي ان تحد منه وتسيطر عليه. وفي الوقت ذاته تابعت جماهير المواطنين الواسعة بغضب واستنكار الجرائم المروعة، التي راح القناصون يقترفونها ضد المتظاهرين المسلمين، ووقفت بقوة وعزم في صف المنتفضين الصامدين وهللت لبطولاتهم. وخلال أيام معدودات تغير المشهد العراقي بكامله تقريبا، ووجد الحاكمون أنفسهم محاصرين برفض عام شامل من جانب جماهير الشعب الواسعة، لا في العاصمة فقط، بل وفي العديد من محافظات الوسط والفرات الأوسط والجنوب وحتى في بعض الأرجاء شمالي بغداد. فقد التفت الجماهير بحماس حول المنتفضين وهم يشقون طريقهم الكفاحي بإصرار وتفان، ويصنعون المآثر لتحقيق أهدافهم المشروعة السامية. مشكلة الدراسة: المشكلة البحثية هنا تتركز في كيفية اختلاف هذه التظاهرات عن سابقاتها، وهل هي مستقلة في الفعل، ومن يقف وراءها، وهل هي مجرد تجمعات عفوية أو كيفية، وماهي أسباب صمودها واستمرارها، على الرغم من التضحيات الجسيمة في الأرواح، وكيف حققت نعاطف الشعوب والحكومات والمنظمات الخارجية معها. كذلك تهتم المشكلة البحثية بمعرفة حقيقة الدور الذي قامت به وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وهل كام مناسبا وكافيا وحياديا في التعامل مع المتظاهرين وماهي الأسباب التي تقف وراء ذلك، وما علاقة الأحزاب والميليشيات المتنفذة بالحد من استمرار وتطور التظاهرات وماهي الأساليب التي استخدمتها من أجل أفشالها. أهداف الدراسة: شملت الدراسة الإجابة عن التساؤلات التالية: 1- ماهي أسباب انتفاضة أكتوبر في العراق؟ 2- كيف تعاملت مواقع التواصل الاجتماعي أزاء الانتفاضة؟ 3- ما نوع الشعارات التي رفعت من قبل المتظاهرين؟ 4- ماهي الأساليب التي واجهت بها الحكومة المتظاهرين؟ 5- ما هي أهم نتائج الانتفاضة؟ 6- كيف تعاملت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مع الانتفاضة؟ 7- ما هو دور الأحزاب المتنفذة في مواجهة تلك التظاهرات؟. الدراسات السابقة: بينت الدراسات السابقة من قبل خليفة محمد، أن الشعب العراقي قد انتفض بوجه نظامه للمرة الثالثة منذ 2017 فضلا عن مرات كثيرة لبي فيها دعوات بعض زعمائه السياسيين والدينيين للتظاهر في ساحات بغداد احتجاجا على سوء أوضاعه المعيشية والاجتماعية والخدمية والإدارية والاقتصادية والسياسية ولكن انتفاضة تشرين الأول التي هي أكتوبر 2019 والمستمرة حتى الآن مختلفة جذريا عما سبقها فهي ثورة شعبية عارمة منظمة من قبل تنسيقات ولجان لم تعلن عن نفسها حتى الآن، تفاديا من الملاحقة والقتل، وللتمكن من مواصلة قيادة التظاهرات التي اتسع نطاقها وامتدت إلى عشرات المدن من بغداد حتى البصرة وذي قار والقادسية والنجف وميسان وواسط.. الخ. وهي ثورة سياسية ضد النظام الذي نشأ بعد الاحتلال المزدوج الأمريكي الإيراني للعراق بكل مؤسساته، فهي ثورة 1- ضد الحكومة لأنها فاسدة وعاجزة وحكومة محاصصة 2- ضد البرلمان الذي أثبت فشله. 3- وضد الأحزاب والقوى الطائفية والعسكرية المشاركة في أجنداته بالكامل. 4- ضد المرجعيات الدينية وعلى رأسها مرجعية السيد علي السيستاني بسبب تأخرها في إعلان معارضتها الشرعية لقتل المحتجين وسكوتها عن استمرار الفساد في البلاد. وقد أشار الهاشمي، أن التكرار المكثف للتظاهرات الاحتجاجية في العراق يجعلها سلوكا مجتمعيا عفويا فهي تنطلق في الأغلب برفع مطالب شخصية ومناطقية وبجموع صغيرة سلمية ثم سرعان ما تتسع إذا سمحت الظروف والسياقات الأمنية والبيئة القانونية بذلك فتتخذ أشكالا جديدة تسير بالتظاهرات الاحتجاجية في اتجاه تصاعدي (ظلم، احتقان شعبي، تظاهرات سلمية، تظاهرات احتجاجية غاضبة، وصولا إلى انتفاضة أو مواجهات دامية ثم تنتهي بالتغيير). لكن بعد عام 2003 لم تكتمل دورة التظاهرات العراقية كونها لم تصل إلى مرحلة تغيير النظام السياسي أو إلى مستوى الثورات التي تستهدف رأس النظام.

ISSN: 2356-9891