المستخلص: |
هدفت الدراسة تحليل المحددات والمتغيرات التي تؤثر على السياسة الخارجية الإيرانية تجاه أمن دول مجلس التعاون الخليجي العربي، ومواقف إيران من كافة التطورات التي شهدتها منطقة الخليج العربي خلال الفترة (2011- 2015). وتقوم هذه الدراسة مع فرضية واحدة مفادها: هناك علاقة بين تأثير المحددات الخارجية والداخلية للسياسة الخارجية الإيرانية على توجهات إيران تجاه الخليج العربي، تستخدم الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية: أن السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الخليج العربي تنطلق من كونها قوة مركزية تطل على سواحله الشرقية، وتتحكم في ثرواته المائية وصادراته النفطية وسيطرتها على الممرات المائية في "مضيق هرمز"، وتعد التهديدات الإيرانية لمضيق هرمز إحدى الوسائل التي تتبعها إيران لإظهار قوتها ليس أمام الدول الغربية وحسب بل أن هذه التهديدات موجهة أيضا لدول الخليج العربي بقدر ما هي موجهة للدول الغربية. واستطاعت إيران تسويق أيديولوجيتها الدينية المذهبية من خلال إقامة علاقات وتحالفات استراتيجية مع بعض القوى والحركات الإسلامية، والتي تعمل إيران على استخدامها كأدوات لتحقيق أهدافها في المنطقة العربية. وتهدف الرؤية الاستراتيجية للسياسية الخارجية الإيرانية إلى الوصول لمقومات "القوة الإقليمية الكبرى" في منطقة الشرق الأوسط، التي تحظى باعتراف القوى الدولية واحترام الدول العربية، واستثمرت إيران أدوات وأساليب تأثيرها في المنطقة العربية لإثبات قوتها وقدرتها على القيام بدور فاعل ونشط في القضايا العربية، ونجحت في نقل المعركة إلى خارج أرضها وتحديدا إلى أراض عربية كما حدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين. وتوصي الدراسة إلى: تعزيز مجالات التفاهم والحوار القائم على التعاون وحسن الجوار والمعاملة بالمثل ما بين الدول العربية وإيران مع التركيز على ما يجمع الأمة الإسلامية لا على ما يفرقها. وأهمية إدراك بلدان مجلس التعاون الخليجي ضرورة تنويع خياراتها لتحقيق الأمن، انطلاقا من تغير البيئتين الإقليمية والدولية بشكل مستمر. وضرورة مراجعة تاريخ العلاقات الخليجية- الإيرانية من أجل تكييف الواقع الراهن لتلك العلاقات، ومن ثم التعرف إلى مستقبلها.
|