المستخلص: |
كشفت الورقة عن جدلية الوقت والحياة عند الشعراء. فقد دعا الفيلسوف الاغريقي أبيقورس في فلسفته الى استثمار لذة هذا الحاضر؛ إذ الماضي ولى ولن يعود، والمستقبل غير مأمون أبدا. وقد ظهرت هذه الفكرة عند بعض الشعراء، ومنهم، أولا: طرفة بن العبد، الذي عبر عن هذه الفكرة في صورة صرخة وجودية عنيفة في لأحد قصائده. ثانيا: عمر الخيام، فقد بلغت هذه الفكرة ذروتها عنه في رباعياته التي تتجوهر حول اللذائذ الثلاث: الحب والخمر والزمن الآني المعيش في اللحظة. ثالثا: قيس بن الملوح، الذي جسد الزمن الطفولي الشعوري الخاص ببيتين تحسر فيهما على انقضاء ذلك الزمن عبر التمني الموجع. رابعا: أحمد شوقي، الذي مجد اللحظة الزمنية والمكانية، بحيث تصبحان جوهر الحياة الوجدانية وتنوبان عن مراحل العمل كله. خامسا: الهادي آدم، الذي كرر مفردة "أغدا" في قصيدة "أغدا ألقاك" ففي تلك القصيدة مواجد واحتراقات انفعالية تترقب مجيء الغد. وختاما فتلك الفكرة الابيقورية تتكرر لدى الشعراء في جميع الثقافات، وهي فكرة لا تخص الشاعر وحده، إنما جميع الناس؛ غير أن الشعراء أقدر من غيرهم على إبرازها والتعامل مع أهميتها الوجدانية، كل حسب أسلوبه ومكابدته. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021
|