ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







رسالة الإرجاء للإمام الحسن بن محمد بن الحنفية كما رواها الإمام العدني في كتاب الإيمان: دراسة تحليلية

العنوان بلغة أخرى: The Letter About Irjaa by the imam Al-Hasan bin Muhammad bin Al-Hanafiyyah
المصدر: مجلة الدراسات العقدية
الناشر: الجامعة الإسلامية - كلية الدعوة وأصول الدين - الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب
المؤلف الرئيسي: العتيبي، محمد بن عبدالله بن محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: مج13, ع27
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2021
التاريخ الهجري: 1442
الشهر: فبراير
الصفحات: 73 - 121
DOI: 10.36046/0793-013-027-002
ISSN: 1658-516X
رقم MD: 1151350
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

32

حفظ في:
المستخلص: إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد؛ فإن من حقوق الواجبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم محبة آل بيته، وبيان حقوقهم، وإبراز فضائلهم وجهادهم وسيرهم، وإن من أبرز جهودهم بيان العقيدة والدفاع عنها، فأئمة أهل البيت كعلي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما ومن بعدهم كلهم متفقون على ما اتفق عليه سائر الصحابة والتابعين لهم بإحسان من إثبات الصفات والقدر، والكتب المشتملة على النقولات الصحيحة مملوءة بذلك. وإن "رسالة الإرجاء" للإمام الحسن بن محمد بن الحنفية، من الرسائل المهمة، وتتجلى أهميتها فيما يأتي: 1- كونها لأحد أئمة أهل السنة من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. 2- اشتمالها على مسائل عقدية مهمة، كالأمر بالاعتصام بالكتاب والسنة، والترضي عن أبي بكر وعمر، والإشارة إلى ظهور الخوارج والسبئيين. 3- ثبوتها بالسند المتصل الصحيح إلى الإمام الحسن بن محمد. 4- بسبب هذه الرسالة اتهم الحسن بن محمد بالإرجاء! وقيل: إنه أول من تكلم بالإرجاء. 5- الدفاع عن الصحابة وإبطال القول بأن المرجئة المبتدعة هم امتداد للصحابة الذين اعتزلوا الفتنة. ومع هذه الأهمية لهذه الرسالة التي خرجت من نسل أهل بيت رسول الله، إلا أني لم أجد من تناولها بالدراسة، مع الحاجة الماسة لتحقيق مسائلها، وتوضيح الإرجاء المقصود فيها، وهل رجع الحسن بن محمد عن ذلك أو لا؟ ترجمة الإمام الحسن بن محمد ابن الحنفية: اسمه: هو الإمام الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي. تابعي جليل، روى عن: جابر، وابن عباس، وأبيه محمد بن الحنفية. وروى عنه: الزهري، وغيره. ومع هذه المكانة العلمية الجليلة فقد كان جاريا مجرى السلف في التمسك بالسنة والآثار داعيا إليها، وفي الوقت نفسه كان من أشد الناس تحذيرا من البدع وأهلها، ولما خرجت القدرية في زمنه حذر منهم وقال: "لا تجالسوا أهل القدر". الإرجاء في اللغة: يطلق على معنيين: الأول: التأخير، يقال: أرجأت الأمر وأرجيته إرجاء إذا أخرته. الثاني: الإرجاء بمعني إعطاء الرجاء؛ أي: ضد اليأس وهو الأمل. الإرجاء اصطلاحا: وفي الاصطلاح كانت المرجئة في آخر القرن الأول تطلق على فئتين، كما قال الإمام ابن عيينة: 1- قوم أرجأوا عليا وعثمان، فقد مضى أولئك. 2- فأما المرجئة اليوم فهم يقولون: الإيمان قول بلا عمل. ثم أطلق الإرجاء على أصناف أخرى، كالجهمية القائلين بأن الإيمان هو المعرفة فقط، والكرامية القائلين بأن الإيمان هو قول اللسان فقط. فمصطلح الإرجاء كان يطلق ويراد به أكثر من معنى عند السلف، ثم استقر على المعنى المقصود في مباحث الإيمان. الإرجاء المنسوب إلى الحسن بن محمد بن الحنفية: حقيقة هذا الإرجاء تنجلي من خلال النظر في سيرة الحسن، وفي كتابه الذي كتب وبين فيه مقصودة بالإرجاء، فقد جاء في سيرة الحسن أنه كان في حلقة، فتكلموا في علي وعثمان وطلحة والزبير، وأكثروا، والحسن ساكت، ثم تكلم، فقال: "قد سمعت مقالتكم، ولم أر شيئا أمثل من أن يرجاً على وعثمان وطلحة والزبير، فلا يتولوا، ولا يتبرأ منهم". ثم قام، فما لبث أن كتب الرسالة التي ثبت فيها الإرجاء بعد ذلك، إذن ليس الإرجاء الذي كان يقول به الحسن هو إرجاء المرجئة في باب الإيمان. وكما هو ظاهر من مضمون الكتاب أنه يبحث فيما جرى بين الصحابة بعد الفتنة، بقتل عثمان -رضوان الله عليهم أجمعين- والحسن هنا يكشف عن رأيه في ذلك، وأنه يرجئ من دخل في الفتنة إلى الله. فهو إذن إرجاء متعلق بالصحابة رضي الله عنهم، وإرجاء أمر المشتركين في الفتنة التي حدثت بعد خلافة الشيخين -أبي بكر وعمر- إلى الله عز وجل؛ لا الإرجاء المتعارف عليه، المتعلق بالإيمان وحقيقته. وبهذا يتبين خبر كتاب الحسن، ويتضح مراده بالإرجاء، ويتضح أن قضية الإرجاء عند الحسن هي: التوقف في الحكم لأحد الفريقين فلا يتولاهما ولا يذمهما، وهذا لا علاقة له البتة بالإرجاء من حيث كونه نعتا على المخالف في مسألة الإيمان، ومع هذا فإن الحسن ندم على ما رقمته يداه وتمنى الموت قبل كتابته، والله المستعان. وهذه الرسالة ثابتة عن الحسن بن محمد بن الحنفية بلا شك لأمرين: 1- أنه قد رواها الحافظ محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني في كتابه الإيمان بالسند المتصل. 2- وذكرها جمع غفير من أهل العلم: كابن سعد في الطبقات، والخلال في السنة، وعبد الله بن أحمد في السنة، وابن بطة في الإبانة الكبرى، وابن تيمية، والذهبي، وابن كثير، وابن حجر. والذي يظهر أنه كتبها قبل سنة (83ه)؛ وذلك لأن أباه توفي سنة (81ه)، وعابه على هذا الكتاب، وضربه بعصا حتى شج رأسه. رجوع الحسن إلى ما أجمع عليه السلف وهو الأمر بالكف عما شجر بين الصحابة: منهج أهل السنة والجماعة هو الإمساك عما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم، والحسن بن محمد بن الحنفية كان قد ذهب إلى التوقف في أمر الفريقين، وإرجاء أمرهما إلى الله، فلا يتولاهما ولا يتبرأ منهما، ثم رجع عن ذلك وتمسك بما أجمع عليه السلف، وهو: ترك ما شجر بين الصحابة، فالسلف مع تركهما لما شجر بين الصحابة ويتولون الجميع، وليس من طريقتهم التوقف في شأن فئة من الصحابة. ولذا ندم على ما تكلم وكتب في الإرجاء، فقد جاء سائل وقال: ما هذا الكتاب الذي وضعت؟ فقال الحسن: "لو وددت أني كنت مت قبل أن أخرج هذا الكتاب، أو أضع هذا الكتاب". فآخر الأمرين في مذهب الحسن بن محمد هو: تولي جمع الصحابة، وترك ما شجر بينهم. وبهذا يتبين الفرق بين قول الحسن وموقف الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة، فإن قول الحسن الأول هو التوقف في أمر المقتتلين فلا يتولاهما ولا يتبرأ منهما، كما تبين. أما الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة فإنهم تركوا القتال فقط، ولكن لم يحصل منهم توقف في شأن أحد من الصحابة، بل كانوا يتولون الجميع. إبطال القول بأن المرجئة المبتدعة هم امتداد للصحابة الذين اعتزلوا الفتنة: كل من عرف سيرة الصحابة رضي الله عنهم يعلم يقينا شأن العمل عندهم، فلقد كان ارتباط الإيمان بالعمل أساسا في حياة الصحابة وسيرتهم، ولم يكونوا يفرقون بينهما، ولكن عندما برزت فرق الابتداع من المرجئة والجهمية وخاضت بأهوائها حصلت تلك المقالات. وفي بيان موقف الصحابة من الإرجاء ومخالفة المرجئة لهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد عدلت المرجئة في هذا الأصل عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان، واعتمدوا على رأيهم وعلى ما تأولوه بفهمهم اللغة، وهذه طريقة أهل البدع. وقال الإمام البغوي رحمه الله: "اتفقت الصحابة والتابعون فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان". ولكن مما يفاجئنا عند حديثنا عن المرجئة ونشأة فرقها هو مزاعم فرق الابتداع

All praise is due to Allah. We praise him, we seek His help, we seek His forgiveness, and we seek refuge in Allah from the evil within ourselves and our evil deeds. Whoever Allah guides, there is none to misguide him. Whoever Allah leads astray, there is none to guide him. I testify there is no true god but Allah alone, without any partners, and that Muhammad is His servant and His messenger. To proceed, from the obligatory duties with regards to our prophet Muhammad is to love his family, to clarify their rights, and to highlight their virtues, efforts, and stories. Among the most prominent of their efforts is explaining and defending the Islamic Creed. The leaders of the family like ´Ali bin Abi Talib and Ibn´ Abbas (may Allah be pleased with them both) and whoever came after them all agreed upon what the other companions and those who followed them upon good agreed upon in regard to affirming the attributes and predestination. The books containing authentic narratives are filled with that.

ISSN: 1658-516X

عناصر مشابهة