المستخلص: |
يعالج البحث موقف الإسلام من الفن التشكيلي من رسم وتصوير ونحت، ويشرع الباحث في المناقشة انطلاقا من الإشارة إلى علاقة إيجابية بين الإسلام والفن تجلت في بحر الحضارة الإسلامية في عدد من الفنون التي ما يزال باحثون غربيون يبدون انبهارهم بها بمثل الزخارف الهندسية والمصنوعات الخزفية، ثم ينتقل البحث إلى استعراض نصوص القرآن والسنة التي يستند إليها القائلون بالحل والقائلون بالتحريم والقائلون بالإباحة، ثم ينتقل إلى عرض بعض هذه الآراء الفقهية المختلفة لدى فقهاء مسلمين متقدمين. ولا يكتفي البحث بمعالجة المسألة بالاقتصار على نصوص وآراء فقهية، وإنما يحاول الباحث استثمار أدوات أصولية تمكن من فهم النصوص في سياقها التاريخي، وعبر ربط أحكامها بعللها التي تدور معها وجودا وعدما. ويتعرض البحث إلى رؤية فقهية حديثة للإمام محمد عبده أحد رموز المدرسة الإسلامية الإصلاحية. ويخلص البحث مما سبق إلى ترجيح حكم الإباحة لهذا النوع من الفنون على حكم التحريم والكراهة. يقدم البحث قراءة جديدة تنقل مفهوم العلة من حيزه الأصولي الذي يجعلها مرتبطة بالنص إلى أفق أكثر اتساعا وأعلى مرتبة، وهو مستوى غاية وجود الإنسان بحسب الرؤية الإسلامية، وما يضطلع به هذا الإنسان من مهمة استخلافية لا يمكن أن تتحقق من دون استثمار بعديه الأساسيين من عقل وخيال، ومن دون استخدامه للرموز في محاولة تثبيت ما يتمكن من إدراكه وكشفه من ظواهر المرموزات. ويخلص البحث إلى أن الخيال والرمز هما ركنان أساسيان من الفعل المطلوب لتجسيد المهمة الاستخلافية، وهما في الوقت عينه جوهر كل عمل فني؛ الأمر الذي يجعل الفن -بالعلاقة المتعدية- شرطا من شروط قيامه بمهمته ونقله إلى مستوى المهمة الإنسانية التي لا تكتمل رسالة الإنسان من دون الاضطلاع بها.
|