المستخلص: |
تسعى هذه الدراسة إلى لفت الانتباه إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي طالت أجيالاً من مجتمعات النوبة السودانيين في كينيا، والجهود التي بذلت على مختلف المستويات لإنصافهم. فأفراد هذه المجتمعات هم في الأصل أحفاد الجنود النوبة الذين جندهم جيش الاستعمار البريطاني من مصر والسودان لمساعدته في قتاله ضد جماعات "الماوما" التي كانت تقاتل لطرد المستعمر من كينيا. وفي أعقاب نيل كينيا استقلالها، تخلت السلطات الاستعمارية البريطانية عن هؤلاء الجنود، ولم تكافأهم بأكثر من السماح لهم بالعيش في ضاحية «كابيرا» السيئة الصيت المعروفة بأنها أكبر أحياء الفقراء في أفريقيا. ولما كانت السلطات التي صعدت إلى سدة الحكم في كينيا عشية استقلالها تنظر إلى أولئك الجنود النوبة باعتبارهم مرتزقة قاتلوا ضد الشعب الكيني في صفوف المستعمر البريطاني، فقد رفضت منحهم الجنسية الكينية، وإزاء ذلك الرفض أضطر من بقي على قيد الحياة من الجنود النوبة وأحفادهم من بعدهم إلى العيش في كينيا زهاء القرن كأشخاص بلا جنسية، محرومون من جميع حقوقهم الإنسانية التي تكفلها لهم تشريعات حقوق الإنسان الدولية، على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها المنظمات المعنية بحقوق الإنسان على كافة المستويات. تسعى الورقة أيضاً إلى تسليط الضؤ على ما انتهت إليه مختلف القضايا ذات الصلة بقضية النوبة التي نظرتها المحاكم الكينية والإقليمية والدولية. وقد تناولت الدراسة العديد الوثائق القانونية الدولية والإقليمية التي تثبت حق أحفاد النوبة في العيش والتمتع بكافة حقوق الإنسان في كينيا بعد أن سلطت الضؤ على الضيم الذي طالهم. وفي خاتمتها أوصت هذه الدراسة الجهات المعنية بتوثيق التاريخ العسكري السوداني ببذل المزيد من الجهد لحفظ الحق التاريخي لهذه الفئة من أهل السودان في أن تتعرف عليهم الأجيال القادمة.
This paper seeks to draw attention to human rights violations to which successive generations of Sudanese Nuba communities in Kenya were subject, and efforts made at various levels to do them justice. Members of these communities were originally grandchildren of Sudanese Nuba soldiers recruited by the colonial British army from Egypt and Sudan to assist with the fight against the Mau Mau freedom fighters in Kenya. Following independence of Kenya, Nuba soldiers were abandoned by the British colonial authority which granted them nothing more than allowing them to live in the Kibera notorious area which is known as the biggest slum in Africa. Dismissing them as mercenaries who fought against the people of Kenya, post-independence Kenyan authorities refused to grant them Kenyan nationality. So, the Nuba lived for almost a century as stateless people deprived of all rights enshrined in international human rights legislations. The paper highlights rights guaranteed for stateless people by domestic, regional and international legislations and efforts exerted by organizations at these levels to defend Nuba soldiers` rights. The paper, moreover, touched on the outcome of relevant cases looked into by various Kenyan, regional and international courts.
|