ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







موقف جريدة العمل التونسية من الثورة الجزائرية

العنوان المترجم: The Position of The Tunisian Labor Newspaper on The Algerian Revolution
المصدر: مجلة المعيار
الناشر: المركز الجامعي أحمد بن يحي الونشريسي تيسمسيلت
المؤلف الرئيسي: سيد علي، أحمد مسعود (مؤلف)
المجلد/العدد: مج10, ع3
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2019
الشهر: سبتمبر
الصفحات: 52 - 64
DOI: 10.54191/2320-010-003-004
ISSN: 2170-0931
رقم MD: 1170180
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo, EcoLink
مواضيع:
كلمات المؤلف المفتاحية:
الثورة الجزائرية | جريدة العمل التونسية | الرأي العام | الاستعمار الفرنسي | جبهة التحرير الوطني | الحكومة المؤقتة | الحزب الدستوري الجديد | العلاقات التونسية الفرنسية | ساقية سيدي يوسف
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: لعبت الصحافة العربية الحديثة دور رئيس في تشكيل الرأي العام العربي، وتوجيه اهتماماته نحو القضايا المصيرية التي كانت تؤرق الأمة العربية والإسلامية زمن تنامي حركات التحرر العالمية في فترة الخمسينات من القرن 20م. ولقد تزمن اندلاع الثورة الجزائرية في تلك الأثناء في نوفمبر1954، التي لم تكن بمنأى عن هذا الاتجاه، حيث تفاعلت معها الصحافة العربية سواء على مستوى دول الجوار أو المشرق العربي، وساهمت مساهمة كبرى في جلب الدعم الرسمي والغير الرسمي للقضية الجزائرية، عبر الأدبيات والرسائل والتغطيات التي كانت تسجلها في ثنايا صفحتها، وفي هذا المجال كان دور جريدة العمل التونسية لسان حال الحزب الدستوري الجديد التونسي، وهي أول جريدة أصدرها الحزب الدستوري باللغة العربية. صدرت جريدة العمل التونسية لسان حال الحزب الدستوري الجديد التونسي بتاريخ 01 جوان 1934، في شكل جريدة نصف أسبوعية ثم أسبوعية، كانت تتناول مواضيع سياسية بحتة، تتعلق بالشأن العام التونسي (ما تعلق بوضع العمال والاتحاد الوطني للشغل، وقضايا الإقامة العامة وعلاقتها بالباي)، كما كانت تهتم بالشأن العربي إن على مستوى الشعوب المجاورة، أو بالمشرق العربي. كيف تعاطت جريدة العمل التونسية لسان حال الحزب الدستوري الجديد التونسي مع قضية الثورة الجزائرية بدءا من اندلاعها، إلى المسائل التي خلفتها مع لاجئين وتداعيات حرب الجزائر ذاتها بعد استقلال تونس في مارس 1956، استقلال كان قد الجم الحكومة التونسية الفتية التي بدأت تتجه نحو المنطق البرغماتي في إدارة شأنها الدبلوماسي خاصة مع الشعوب المجاورة، فضلاً عن تحدي علاقتها مع مخلفات الاستعمار، وهو ما فرضته أوضاع الثورة الجزائرية في حد ذاتها بفعل تواجد وحدات جيش التحرير الوطني في أراضيها، إلى ملف المفاوضات وما خلفه من قضايا تعلقت بالحدود الجزائرية التونسية حاول الاستعمار الفرنسي توظيفها توظيفا سافرا قصد تسميم العلاقات بين الجارتين قبل استرجاع الجزائر لسيادتها المغتصبة. لقد تشكل الرأي العام التونسي منذ ثلاثينات القرن الماضي، مع القضايا الوطنية والإقليمية التي صاغت نضاله ضد الاستعمار الغري، سواء عبر العمل النقابي والحزبي أو من خلال الخطب، الرسائل والعرائض التي كان يقدمها في المؤتمرات التي كانت تعقدها الحركات النقابية والسياسية والجمعوية. رأيا عبرت عنه الصحافة التونسية باللسانين العربي والفرنسي حينها، لكنه كان في بدايته الأولى يطغى عليه الطابع النقابي، بعد أن تلاش الاقتصاد التونسي التقليدي وتحلل أمام صعود الاقتصاد الكولونيالي، ومنه بدءا نجم الصحف النقابية يسطع حامل معه آمال الطبقات السحيقة من المجتمع التونسي، وهمومها السياسية، بل وتعداه إلى قضايا المغرب العربي برمته الذي كان يئن تحت رحمة الاستعمار الفرنسي. وفي هذا السياق كان اهتمام جريدة العمل التونسية لسان حال الحزب الدستوري الجديد بقضايا الحركة الوطنية الجزائرية والثورة التحريرية لاحقا. وعليه فإن اهتمامات الصحافة التونسية بالشأن الجزائري جاءا مبكر قبل اندلاع الثورة الجزائرية وبعدها وخلالها، صحفا غدت بشكل أو بأخر الناطقة باسم الثورة الجزائرية تسجل في أحداثها العسكرية والسياسية، وتشهر بسياسة القمع الاستعماري التي طالت الشعب الجزائري، لكن ظلت هذه المنابر تخضع لمشارب مختلفة كانت تنهل منها إيديولوجيتها. لأجل ذلك اختلفت درجة تفاعل هذه الصحف مع أحداث الثورة، باختلاف تلك المشارب السياسية والمصالح الضيقة لإيديولوجية الأحزاب المعبرة عنها، وجريدتي الصباح والعمل التونسيتين وإن كانت الثانية لسان حال الحزب الدستوري الحر والأولى مقربة منه، إلا أن هذه الأخيرة كانت تعبر بشكل أكثر راديكالية من العمل عن مواقف حازمة ناصرت فيه الثورة الجزائرية، واعتقدت في ضرورة ربط كفاح الشعب التونسي قبل الاستقلال في مارس 1956، باستقلال الشعب الجزائري، بل ومنطقة المغرب العربي برمتها، فهي كانت تساير خط القائد صالح بن يوسف وانتهجت فيما بعد نهج اليوسفية التي اختلفت عن البورقيبية في التعامل، مع الوضع الإقليمي للمنطقة وتسوية الملف التونسي مع الإقامة العامة الفرنسية.

ISSN: 2170-0931