| المستخلص: |
أفريقيا القارة الغنية الفقيرة، فهي الغنية بمواردها وثرواتها الطبيعية وتراثها المادي واللامادي، وهي القارة الفقيرة التي تفتقد الآليات والاستراتيجيات الملائمة اللازمة لاستخدام واستثمار ما تمتلكه من ثروات وموروثات لا يضاهيها فيها غيرها من القارات حول العالم. فعندما نتحدث عن قارة أفريقيا؛ فإن الأمر لم يعد قاصرا على الثروات المادية فقط، بل هناك عدد لا نهائي من الموروثات الثقافية التي تمتلكها الجماعات والمجتمعات الأفريقية وتتفرد بها عن باقي المجتمعات في جميع أنحاء العالم. فالتراث أو الموروث الثقافي مثله مثل الثقافة من حيث كونه ينقسم إلى قطاعين؛ الأول وهو القطاع المادي الذي يشتمل على كل ما هو ملموس من منتج ثقافي أو تراث ثقافي. أما القطاع الثاني فهو القطاع اللامادي الذي يشتمل على كل ما هو شفاهي وغير ملموس من عناصر الثقافة أو التراث. إلا أنه لا بد أن نميز بين التراث والموروث عند التحدث عن الثقافة. فالتراث يطلق على كل ما تم إرثه عن الأسلاف، سواء أكان ماديا أم لا مادي، ولكنه لم يعد يستخدم في الوقت الحاضر، بل يتم الاحتفاظ به بالمتاحف أو المخازن إن كان ماديا (مثل القطع الأثرية بالمتاحف)، أو يتم أرشفته إن كان لا مادي (مثل بعض العادات والممارسات والطقوس التي كانت تمارس في الماضي ولم يعد لها وجود الآن). في حين أن الموروث الثقافي يشير إلى كل ما تم إرثه عن الأسلاف سواء أكان ماديا أم لا مادي، وما زال يستخدم حتى الآن عن طريق الجماعات المعاصرة. فعلى سبيل المثال، تعد الرحايا أحد أشكال الموروثات المادية التي لاتزال تستخدم حتى الآن في قرى مصر لطحن الحبوب من أجل الحصول على الطحين (الدقيق)، في حين أن هناك الكثير من الموروثات اللامادية المتمثلة في العديد من الممارسات التي كانت شائعة في الماضي ولا تزال تمارس حتى الآن، مثل بعض الموروثات العلاجية التقليدية التي ورثها الأبناء عن الأجداد. وتمتلك القارة الأفريقية إرثا هائلا من الممارسات التقليدية المحلية وثيقة الصلة بالصحة والمرض، والتي تتنوع وتختلف من جماعة لأخرى داخل الدولة نفسها. ويأتي هذا التنوع من اختلاف وتعدد مفهوم الصحة والمرض لدى كل جماعة من الجماعات السكانية، وهو ما يترتب عليه التعامل مع الأمراض بشكل مختلف نابع من نظرة تلك الجماعات للمرض. الأمر الذي أدى إلى وجود الكثير من طرق العلاج سواء داخل قارة أفريقيا أو في باقي أنحاء العالم، ويطلق على تلك الطرق "العلاج التقليدي" أو "الطب التقليدي"، وهو أحد الأشكال العلاجية التي تتميز بها القارة الأفريقية نظرا للتنوع الكبير في الممارسات الطبية العلاجية التقليدية المنتشرة في أرجاء القارة الأفريقية.
Anthropology is one of the most important social sciences that work to understand and study health and disease issues, and what is related to them through a holistic perspective which connectsbiological, cultural, social, ecological, and other factors affecting diseases and the mechanism of dealing with them. Anthropology has achieved many successes in its endeavor, partly because of the large number of research entries under its umbrella. One of the most prominent issues of health and disease in Africa is traditional medicine, which is closely related to human behavior. A variety of approaches and mechanisms are employed- to study this issue and understand it in an integrated manner, especially in a continent rich in customs and beliefs closely related to the health condition of the individual. This study is concerned with reviewing the ways in which the study of traditional medicine is comprehensive in all aspects, with a set of research approaches, such bioculture, traditional knowledge, cultural ecology and bio-archaeology. The study concludes that the use of various research approaches in the study of anthropological phenomena and issues, as in the case of traditional medicine, helps to draw a comprehensive picture of that phenomenon, because of the analytical and explanatory nature of them which connects various sciences. It is evident in the spread of traditional medicine in Africa, according to the study. Finally, traditional medicine isa cultural heritage that represents a form of identity preservation. Protecting it is important so that it does not disappear, and the best way to preserve it is to continue its practice, but in the proper scientific form. Besides continuing good practice, it is necessary to work on documenting and archiving all those traditional practices to protect them from ex-tinction.
|
