المستخلص: |
حاولنا في هذا المقال أن نبين ما إذا كان مستخدمي الأنترنيت في المجتمع الجزائري يتفاعلون في مجالات اجتماعية ذات مضامين ثقافية خاصة ونوعية ترقى إلى تشكل هوية مستقلة قادرة على الاختيار والإنتاج والتأثير أم أن تفاعلهم في هذه المجالات هو تفاعل استهلاكي منتج لهوية مغتربة وذلك من خلال دراسة لعينة من مستخدمي الأنترنيت بمدينة ورقلة منطلقين من الإشكالية التالية: هل أن مستخدمي الأنترنيت في الجزائر يتفاعلون في مجالات اجتماعية ذات مضامين ثقافية خاصة ونوعية ترقى إلى مستوى تشكل مجتمع منتج لهوية مستقلة أم أنها مجالات تفاعلية استهلاكية ومنتجة لهوية مغتربة؟ وانطلاقا من هذه الإشكالية صغنا مجموعة من الفرضيات وعملنا على التأكد من صحتها استخدمنا المنهج الوصفي التحليلي واعتمادنا في ذلك على استبيان وزع على عينة من مستخدمي الأنترنيت في مدينة ورقلة عبر عدد من مقاهي الأنترنيت، وقد بينت الدراسة من خلال نتائجها أن مستخدمي الأنترنيت في المجتمع الجزائري يتفاعلون في مجالات اجتماعية متعددة لها خصوصيات تعمل على تحديد الهوية المشكلة، فالمجال الأول الذي يمتاز بمدة تواصل طويلة وشدة تفاعل مبنية على روابط اجتماعية إضافة إلى قوة واستمرارية هذا التفاعل يعمل على تشكل الهوية المستقلة التي لها القدرة على الاختيار ومجال التفاعل الثاني الذي يمتاز بمدة تواصل ظرفية وأنها غير مبنية لأعلى روابط أو استراتيجية واستمرارية التفاعل ضعيفة ومتقطعة تعمل على تشكل هوية مغتربة لدى مستخدم الأنترنيت.
|