المستخلص: |
تعد فترة الثمانينيات في الجزائر مرحلة تعدد الرؤى، خاصة في الميدان الأدبي وعلي مستوي الفنون النثرية المتنوعة التي فرضت نفسها بقوة كالقصة والمسرحية والرواية، واستطاعت هذه الأخيرة أن تحتل حيزا مهما في الساحة الأدبية، إذا اتخذها المبدع الإطار الأنسب لاحتواء تجاربه. وقد ظهرت في هذه المرحلة أعمال روائية تبتعد عن المحاكاة والتقليد بخلق تقنيات جديدة ترصد وعي الشعب وتمسكه بثقافته وخصوصياته. وبما انه من الصعب الإحاطة بكل الجوانب السالفة الذكر في مداخلة واحدة فإني أطمح في هذه الدراسة إلى أن أسلط الضوء علي دلالة الشخصية وعلاقتها بالبناء الروائي في رواية ( حمائم الشفق) لجيلالي خلاص لما تتصف به من جمالية، وهي تصنف ضمن الكتابات الروائية المترجمة لواقع بما تتضمنه من حبكة وصراع وتداخل في الأحداث والأزمنة، وتعدد الأماكن، كما أن الرواية تصور العالم الملئ بالمغامرات. وتهدف هذه الدراسة إلي التركيز علي الشخصية باعتبارها الأساسي المكون للبناء الداخلي للرواية، والمساهم بصفة مباشرة في تحريك العناصر الأخرى، إذ أن الشخصية هي التي ترسم معالم الفضاء المكاني وتحدد الحيز الزماني كما أنها الأداة التي يختفي وراءها الكاتب ليمرر أفكاره، فكل الدلالات التي تحملها الشخصية تكشف لنا المعاني المسكوت عنها، خاصة أن رواية (حمائم الشفق) تنبض رموزا وإيحاءات.
|