المستخلص: |
في يوم من أيام سالف الأزمان، افترض الدارسون أن الذات العارفة، في تخصصاتها العلمية، هي ذات شفافة، تنفصل عن موضوع المعرفة، ولا تتأثر بالترتيب الجغرافي، والسياسي للعالم، الذي يصنف فيه الناس على أساس عرقي، وترتب فيه المناطق على أساس اثني من موقع نقطة ملاحظة محايدة وغير متحيزة، (يصف هذا المنطلق الفيلسوف الكولومبي، سانتياغو كاسترو -غوميز (2007 ,Castro-Gomez)، بغطرسة نقطة الصفر)، تصف الذات العارفة العالم ومشاكله بالتفصيل، ويصنف الناس والمشاريع حسب ما هو جيد بالنسبة إليهم. واليوم لم يعد الدفاع عن هذا الافتراض ممكنا، رغم أنه لا يزال هناك عديد من المؤمنين به. وفي الواقع، توجد مسألة العنصرية ونظرية المعرفة على المحك. ((Chukwudi Eze, 1997; Mignolo, 2011). وفي يوم من أيام سالف الأزمان، افترض الدارسون أنه إذا «جئت» من أمريكا اللاتينية، فعليك أن تتحدث عن أمريكا اللاتينية. في مثل هذه الحالة، يجب أن تكون رمزا لثقافتك. لن يطرح هذا التوقع إذا «جاء» المؤلف من ألمانيا أو فرنسا أو إنكلترا أو الولايات المتحدة. ففي مثل هذه الحالات، ليس من المفترض أنه عليك أن تتحدث عن ثقافتك، ولكنك تستطيع أن تعمل كشخص يتمتع بتفكير نظري. وكما نعلم، العالم الأول يمتلك المعرفة، بينما العالم الثالث يمتلك الثقافة. الأمريكيون الأصليون يمتلكون الحكمة، لكن الأنغلو أمريكيين يمتلكون العلم. إن الحاجة إلى فك الارتباط بين السياسي والمعرفي تبرز إلى الواجهة. كما أن فعل التحرر من الاستعمار وأشكال المعارف الديكولونيالية هي خطوات ضرورية لتخيل وبناء مجتمعات ديمقراطية وعادلة وغير إمبريالية/استعمارية.
|