المستخلص: |
دراسة وصفية تحليلية تهدف الوقوف على أثر التقانات الحديثة للمعلومات والاتصالات على استراتيجيات التعلم المناسبة للطلبة في القرن الحادي والعشرين. يمثل البحث دراسة توقعية حول التقانات الحديثة للمعلومات والاتصالات وأثرها في التعليم واستراتيجيات التعلم المناسبة للطلبة في القرن الحادي والعشرين، وذلك في نطاق ارتباطه المرجعي (النظري والتطبيقي) بالتربية ومقتضيات تفعيله في الواقع العربي المستقبلي. ويمثل عنوان الدراسة (أثر التقانات الحديثة للمعلومات والاتصالات على استراتيجيات التعلم المناسبة للطلبة في القرن الحادي والعشرين) الصيغة التقريرية للمشكلة، كما يمكن عرض المشكلة عرضاً تحليلياً في السياق التالي على اعتبار أنها طرح أو نهج فلسفي تربوي حديث ومسار من مسارات الفكر الإنساني المبدع، الموقفي المسار، والمنهجي التطبيقي الاتساق، ذو أبعاد وظيفية منضبطة، وفي ذلك هو أسلوب عمل وفلسفة خط فكري تطبيقي واستراتيجية عمل، تحاول هذه الدراسة أن تعرضه في هذه النسقية. هنالك تغيير تسارعي لا يقيم وزناً للثوابت ولا للنسقية أو المرجعية، ويتعاطى مع الأسس كما يتعاطى مع النظام والتطبيقات. ولقد أدى هذا التغير إلى حدوث انقلاب في دور التعليم من دور وقائي علاجي وتدعيمي بنائي إلى دور ديناميكي سريع التغير يخدم حاجات الاستهلاك والتغير المتسارع في تيارات العولمة المتفاقمة. ويسير التربويون العرب على هدى ما تعلموه في القرن الماضي، وهو ما يناسب عصراً غير عصرنا هذا الذي سيعيشه الطلبة في مطلع الألفية الثالثة. لقد عاش هؤلاء التربويون معظم حياتهم في العصر الصناعي الذي كان رأس المال والمكننة فيه أهم أسس النجاح الاقتصادي، أو ربما عاشوا في العصر الزراعي، حين كان امتلاك الأراضي والآلات الزراعية أبرز مظاهر الجاه ومصادر الثروة. وكان احترام الوقت، واتباع التعليمات، وإطاعة الأوامر، والعمل بصورة روتينية رتيبة لساعات طويلة من أبرز المهارات التي يفترض بالشخص المؤهل للنجاح في العصرين الزراعي والصناعي أن يتحلى بها، أما الطلبة على عتبات الألفية الثالثة، فإنهم يعيشون في عصر المعلومات، الذي يشكل أمتلاك المعلومات والقدرة على تحليلها ومهارات التواصل في الأساس الحتمي للنجاح، وعلى التربويين أن يدركوا أهمية ذلك جيداً قبل أن يقوموا بتحديد ملامح الفلسفة التربوية المعاصرة. إن التقدم السريع في مجالات الاتصالات والصناعات الترفيهية وظروف التنافس في سوق التجارة العالمية في مجال الحاسب عوامل أساسية أدت إلى تطور تقني كبير بلغ أوجه بظهور تقنيات الواقع الافتراضي (Virtual Reality) والشبكة العنكبوتية العالمية (World Wide Web) في تسعينيات القرن الماضي. وتبع ذلك ظهور أنماط جديدة من الخبرات والمعارف التي تساهم في تشكيل بنية تحتية معلوماتية تدعم قدرة الفرد على التعلم دون اعتبار لمحددات الزمان والمكان، فشبكة الإنترنت تيسر الوصول إلى شريحة أوسع حجماً وأكثر تنوعاً، كما توفر أشكالاً جديدة من الخبرات التعليمية والوسائط التعليمية الحديثة في مقدمتها الواقع الافتراضي، وتيسير اتباع استراتيجيات تعليمية/ تعلمية أوسع شمولاً وأكثر تأثيراً. لكن نم الضروري أن لا يقتصر التفكير بفاعلية وسائل الاتصالات والمعلومات على إمكانية مواجه تحدي الحصول على المعرفة، دون الانتباه لأهمية الاحتفاظ بها في الذاكرة بعيدة المدى. فالمهارة الأساسية المطلوبة في مواقع العمل في بداية القرن الحادي والعشرين لا تنحصر في معرفة المعلومات وطرق البحث والتنقيب عنها، بل تتضمن فرزها وتذكر النافع منها. والمهمة الأساسية للمعلم في مطلع الألفية الثالثة تدريب الطلبة على تذويب المعلومات وليس مجرد الوصول إليها، ويتطلب ذلك جعل العملية التعليمية/ التعلمية متمركزة حول الطالب واستخدام المواد التعليمية المتوفرة على شبكة الإنترنت، بصورة بنائية ضمن مناهج المؤسسات التربوية التقليدية. وتعرض هذه الدراسة التي تتبع منهجية وصفية تحليلية التحديات في عصر المعلومات واستراتيجيات مواجهتها وأثر التقانات الحديثة للاتصالات والمعلومات على التعليم/ والتعلم وديناميات تطور استراتيجيات التعليم/ والتعلم وانعكاساتها على المنهاج والعملية التعليمية/ التعلمية وأساليب التدريس وأثر كل ذلك على نمذجة التعليم. وتخلص الدراسة إلى عدد من التوصيات التي يجدر الأخذ بها في العالم العربي، منها أهمية إعداد خريجين متميزين في مجال الوسائط التعليمية باستخدام الحاسب الآلي وما يستتبع ذلك من أهمية إدخال تخصص الحاسوب التعليمي في الجامعات العربية، ومنها التوصية بأهمية تنظيم أعمال تشاركية بين الأكاديميين في مجال إعداد المواد التعليمية التفاعلية وفق المنهج التربوي الحديث. والتوصية بأهمية تدريب أعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات من خلال مراكز ترقيه الأداء تدريب أكاديمي متخصص في المجال وتقديم الحوافز المادية والمعنوية لهم لتطوير أنفسهم. والتنوية بأهمية قيام الحكومات العربية بتنظيم قطاعات الاتصالات فيها، وذلك بتوفير الخدمات الهاتفية وخدمات الإنترنت بأسعار تشجيعية للمؤسسات التعليمية وطلبتها، كما تشير إلى دور التخطيط الوطني للمعلوماتية، وإلى أهمية دعم المؤسسات الوطنية للتطوير المعلوماتي من أجل السعي إلى تقليص الفجوة التقانية مع العالم المتقدم أو تضيقها على الأقل عن طريق الاهتمام بصناعة الإلكترونيات في الوطن العربي والتي من المتوقع أن تكون إحدى الدعامات الأساسية للدخول إلى العصر الرقمي الذي أصبح يمثل مجتمعاً معرفياً عالمياً تصب فيه المعارف والمعلومات والثقافات من شتى بقاع العالم.
(A descriptive- analytic study for exploring the impact of modem information and communication technology, on the suitable learning strategies for students in the 21st. century.) This research represents an expectational study about the modem information ad communication technology, and their impact on education and the suitable learning strategies, for students, in the 21st century. This is conducted in the context of the study’s referential association (both theoretical and applied), with education and the needs for its activation in the future Arab reality. The title of the study represents the reporting form of the problem Likewise, the problem may be reviewed analytically in the context, as follows: According to that it is a philosophical- educational review or methodology, a path of the innovative human thought of the situational core, the applied methodology of the disciplined dimensions (which is a style of action and philosophy of an applied thinking line, the study, after all this, attempts to review same in this realm. There is a speedy change which does not pay any attention to the facts, path or reference. It deals with the basics, systems and applications.This change had led to effecting a coup in the role of education, from a protective-curative- supportive and structural one; to a dynamic and speedy change which serves the need of consumption and quick change in the progressive globalization currents. The Arab educationists adopt what they learnt in the past century; which suits another epoch (not our epoch which is going to be lived by the student, in the beginning of the third mill
|