المستخلص: |
نتيجة للتطور الهائل في العلم والتكنولوجيا، تحقق نوع من التراكم المعرفي، مما أدى إلى توجه العالم نحو اقتصاد المعرفة الذي تزداد فيه نسبة القيمة المضافة بشكل كبير، والذي أصبحت فيه السلع المعرفية من السلع الهامة جدا، ويتطلب اقتصاد المعرفة جهودا كبيرة من المنظمة في مجال الإدارة، وخاصة في مجال التدريب لتكوين مرؤوسين قادرين على مواكبة التغيرات والمستجدات، وتتوافر لديهم المهارات والخبرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تساعد في نمو اقتصاد المعرفة، أي اقتصاد محرر من مشكلة الندرة, تلك المشكلة التي عاش لها وبها علم الاقتصاد، فليس في المعلومات ولا في المعارف عموما ندرة, بل العكس هو الصحيح وهو أنهما يزدادان مع الاستخدام, فاستخدام المعلومات يولد المعلومات، واستخدام المعرفة يخلق المعرفة. وتعيش المنظمة الحديثة مرحلة من التطور فرضه التقدم العلمي والتكنولوجي انعكس على كافة نشاطاتها المختلفة، وقد فرضت هذه التطورات زيادة حاجة المنظمة إلى إدارة قوية، ناجحة ومرنة قادرة على مواجهة هذه التحديات، كما أنها بحاجة إلى نوعية من الأفراد لديهم الخبرة والعلم والقدرة على التأثير، فهي تحتاج إلى أن تقاد أكثر من أن تدار. ويتحل موضوع القيادة الإدارية مكانة مهمة في الفكر الإداري المعاصر، فهو المعيار الذي يحدد على ضوئه نجاح أو فشل أي تنظيم، مما أدى إلى مضاعفة الواجبات الملقاة عليها وتزايد مهامها وأبرز الحاجة إلى وجود عملية يتم من خلالها تخفيف العبء عنها فكانت عملية تفويض الصلاحيات. والتي تعد أمرا ضروريا وليس ترفا لمل تحققه من مزايا، ويجب على كل رئيس أن يمارسها مع مرؤوسيه حتى يصبحوا قادرين على سد الفراغ وممارسة مهامهم بكفاءة وفاعلية من وتكوين العلاقات مع البيئة الخارجية. أن ما يعيشه العالم من تطور في عالم الإدارة يواكب ما تتطلبه العولمة والتقدم التقني ما يتطلب تخليه عن الأساليب القديمة واتجاهه إلى تطبق الأساليب الحديثة وعدم. تقييد المرؤوسين بالتوجيهات الحرفية ووحدة الأمر، بل تقوم الإدارة على مساعدة المرؤوسين على الإبداع وتفجير مواهبهم وصقلها عن طريق إتاحة الفرصة لهم ودعمهم في أي عمل يقومون به وإعطائهم الثقة والعمل على تطوير مهاراتهم القيادية وإعدادهم لتولي مناصب إدارية في المستقبل. تكمن مشكلة الدراسة في أحد أبرز المشاكل الإدارية التي تواجه الإدارة في العالم وخاصة في الدول النامية والمتمثلة في مسالة التركيز في الصلاحيات مما يؤدي بالعاملين إلى مواجهة الصعوبات خلال توليهم مناصب إدارية وإشرافية في أماكن عملهم لعدم محاولة تهيئتهم وتطوير مهاراتهم الإدارية لتولي المناصب القيادية. وهذا ناتج عن تشبث المستويات العليا بسلطاتهم وحرصهم على التدخل في جميع الأمور. ويمكن صياغة مشكلة الدراسة من خلال التساؤل الرئيسي التالي: ما هو أسلوب تفويض الصلاحيات، ما دوره في تنمية المهارات القيادية لدى العاملين؟ وسوف يتم استخدام الأسلوب الوصفي في الدراسة، سعيا لتحقيق أهداف البحث، كما سيتم مناقشة البحث من خلال المحاور: تفويض الصلاحيات الإدارية (تعريفه، أهميته، عناصره، قواعده ومبرراته) تنمية المهارات الإدارية (أنواعها، أساليب تنميتها) معوقات تطبيق تفويض الصلاحيات الإدارية الخاتمة: النتائج والتوصيات
|