المستخلص: |
من يتتبع مسيرة حياة وتاريخ المجتمع العراقي قد تنتابه الشكوك حول تعرضه لازمات وكوارث ربما تكون قد نسفت الكثير من أساساته، لان هذا المجتمع له أرثه وتأريخه ورجالاته وخيراته، التي ربما من غير الممكن أن تعصف بهذا الكم الهائل من المخزون القيمي والمادي أية أزمة أو عاصفة، فلم تمر مدة عليه إلا ونالت من هذا المجتمع أزمات تلو الأخرى سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، جعلت من المجتمع العراقي مجتمعا فوضويا وغير مستقر في بعض حالاته ويعيش فراغا امنيا ودورانا مفرغا ربما يجعله غير قادر على المطاولة والوثوب والاستقرار من جديد ان توالي هذه الاحداث جعلت من المجتمع العراقي يعيش حالة من الفوضى واللا أمن، بالرغم من اهمية وضرورة توفر حالة الاستقرار والامن الذي تزامن وجوده واهميته مع وجود الإنسان على وجه الأرض، فقد دعا إبراهيم (عليه السلام) ربه كما جاء في القران الكريم فقال:(رب اجعل هذا البلد آمنا) (سورة ابراهيم: الآية 35) والبلد هنا كناية عن المجتمع وليس عن الفرد، فالحاجة إلى الأمن قديمة، لكن التعامل العلمي مع مفهوم الأمن جديدة. إن مفهوم الأمن الاجتماعي يكاد "وبعد إهمال طويل" يحظى بنفس الدرجة من الاهتمام التي حظيت بها مفاهيم ذات صلة به، كالأمن القومي، والأمن الغذائي، والأمن العسكري والسياسي. وحقيقة الأمر أن مفهوم الأمن الاجتماعي يمتاز بشموليته، وتعدد أوجهه، وتداخل متغيراته، إلى حد يمكن معه القول، إن أي وجه من وجوه الأمن في مجتمع معين، لا ينفك ولا ينفصل، في نهاية الأمر عن أمن المجتمع بمعناه العام. إن هذا المفهوم يمكن استخدامه من زاوية تنموية اقتصادية، فيعد الأمن الاجتماعي أحد ثمارها، حيث تنمو مدخلات الأفراد وتتحسن أوضاعهم المعاشية ويعد مفهوم التأمينات الاجتماعية أحد المصادر المهمة التي تؤمن للمواطن وضعا يشعر فيه بالاطمئنان على مستقبله ومستقبل أسرته، كما أنه من الممكن تناول المفهوم من زاوية البحث في حالات الفوضى والجريمة والسلوك المنحرف، وفي حالات الصراع الطبقي والعنصري والديني، وقد يتناوله من جانب المحاولات المنظمة التي تقوم بها جماعات معينة لتشويه ثقافة مجتمع ما وغرس قيم غريبة فيه. تدور الدراسة حول موضوع الامن واللا أمن، إذ تمثل الاولى نقيض الفوضى، والثانية مرادفه لها، هذا فقد اشتملت الدراسة على اشكالية مظاهر الفوضى في المجتمع العراقي، مع تعريفات الفوضى والامن الاجتماعي منتهية الى ما آلت اليه تلك الظاهرة من واقع حال مرير للمجتمع العراقي.
Those who follow the path of life and history of Iraqi society may have doubts about its exposure to crises and disasters that may have blown up many of its foundations, because this society has its legacy, history, men and its goods, which may not be ravaged by this huge amount of valuable and material stock any crisis or storm, There was not a period of time before it, and after it, political, social, economic and cultural crises won over this society, which made the Iraqi society a chaotic and unstable society in some of its cases, and it lives in a security vacuum and a vicious circle that may make it unable to negotiate, leap and settle again. The study revolves around the issue of security and insecurity, as the first represents the antithesis of chaos, and the second is synonymous with it. This study included the problem of the manifestations of chaos in Iraqi society, with definitions of chaos and social security ending with the outcome of that phenomenon from a bitter state of Iraqi society.
|