المصدر: | المؤتمر العلمي الحادي عشر: الأزمات الاقتصادية المعاصرة : أسبابها وتداعياتها، وعلاجها |
---|---|
الناشر: | جامعة جرش - كلية الشريعة |
المؤلف الرئيسي: | السلماني، عبدالله طه عبدالله ناصر (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الأردن |
التاريخ الميلادي: |
2010
|
مكان انعقاد المؤتمر: | جرش |
رقم المؤتمر: | 11 |
الهيئة المسؤولة: | جامعة جرش الأهلية |
التاريخ الهجري: | 1432 |
الشهر: | محرم / ديسمبر |
الصفحات: | 436 - 451 |
رقم MD: | 118679 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
في التاريخ البشري باختلافه، تتعرض الأوضاع الاقتصادية لشعب من شعوب الأرض للكثير من الأزمات الاقتصادية، وبالأخص تلك المفاجئة والطارئة، التي يكون لها تأثير خطير في المجتمع. يلهمنا التاريخ الكثير من الدروس البليغة، وسيبقى قادرا على ذلك مما يفيدنا في حياتنا المعاصرة وفي بيان قدرة الإرادة الإنسانية على التقدم، وتبصرنا معرفة أحوال المجتمعات في الماضي، وكيفية تطورها بالعوامل المؤثرة في تيارات القوى التي تحركها الدوافع. وقد تعرضت العديد من الدول إلى المشكلات والأزمات الاقتصادية عبر التاريخ، وفي تاريخنا العربي الإسلامي أنموذج على حل هذه الأزمات، وهو عام الرمادة سنة 18هـ خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، إذ أصاب المدينة المنورة وما جاورها من المدن والبلاد، أزمة اقتصادية من قحط وجوع، وقلة أمطار، أهلكت الناس وقد وقفنا في البحث على أبعاد هذه الأزمة وآثارها وما اتخذ من إجراء في مواجهتها حتى صرفها الله عن الأمة وأنقذها من وطأتها. وقد قسم البحث على عدة مباحث كما يأتي:- 1- سبب تسمية العام "عام الرمادة": وذلك أن الأرض كانت قد اسودت بسبب قلة الأمطار، وهذا دليل على أن أرض المدينة المنورة وما حولها محلت بسبب قلة الأمطار والجفاف الذي أصاب المنطقة. 2- تاريخ الأزمة الاقتصادية: اختلف المؤرخون في تحديد عام الرمادة، فذهب الرأي الأول إلى تحديد سنة 18هـ، فقد ذكر عدد من المؤرخين كان في مقدمتهم ابن إسحاق (ت 151هـ)، وأبو معشر السندي (ت 171هـ) ثم تابعهم المؤرخون فيما بعد، والرأي الثاني ذهب إلى تحديد سنة 17هـ عام الرمادة. 3- سبب الأزمة الاقتصادية: ذكر الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بقوله هي إرادة الله (سبحانه وتعالى)، شاءت أن يحبس المطر، وأدى إلى الجفاف، الذي أصاب الأرض والناس. 4- أهم الإجراءات التي اتخذها بها الخليفة من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية: فقد قال الخليفة عمر بن الخطاب يصف الأزمة الاقتصادية لئن أصاب الناس سنة لأنفقن عليهم من مال الله ما وجدت درهماً: فان لم أجد أحدا ألزمت رجلا رجلا: يقصد بهذا الكلام انه يتقاسم الرجلان من الأكل من أجل سد رمق الحياة ولقد اتخذ الخليفة (رضي الله عنه) مجموعة خطوات من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية. أ- ضرب من نفسه قدوة للناس: أقسم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على نفسه أن لا يذوق سمنا، ولا عسلا، ولا لبنا، ولا لحما، حتى يأكل الناس جميعا، وتنتهي الأزمة الاقتصادية. ب- الاستعانة بالله: قال عمر بن الخطاب أدعو الله أن يذهب هذا المحل، وقلة الأمطار وكان هو يدعو الله في أثناء تجواله في المدينة المنورة وهو يتفقد أحوال الرعية. ج- صلاة الاستسقاء: كتب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إلى ولاة الأقاليم أن يخرجوا يوم كذا، ساعة كذا، وان يتضرعوا إلى الله سبحانه وتعالى ويطلبون منه أن يرفع الجفاف ويرسل الأمطار وان يزيل هذه المجاعة التي أصابت الناس، وقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مقولته المشهورة: "اللهم أنت الراعي لا تمهل الضالة، ولا تدع الكسير بدار مضيعة، فقد فزع الصغير، ورق الكبير، وارتفعت الشكوى، وأنت أعلم بالسر والخفي، اللهم فأعنهم على هذه الأزمة". د- توزيع المواد الغذائية على الأعراب وكان التوزيع يكون من دار الدقيق، وهي من أهم المؤسسات الاقتصادية في أيام عمر بن الخطاب، وكان يوزع المؤن والأكل والمواد الغذائية على الوافدين على المدينة فيوزع الدقيق، والسويق، والتمر، والزبيب وهي كلها مخزونة في الدار، قبل أن تأتيه المؤن من المواد الغذائية من مصر والشام والعراق وخراسان مما يدل على التفات عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إلى تطوير مؤسسات الدولة الاقتصادية. 5- أوقف إقامة الحد عام الرمادة: وليس هو العمل تعطيلا لهذا الحد، كما يري عدد من الكتاب بل لان شروط التنفيذ لم تكن متوفرة، فأوقف حد السرقة لهذا السبب، ولعام واحد فقط. و- تأخير دفع الزكاة: فتوقف الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عن إلزام دفع الزكاة عام الرمادة، إلا أن انتهت المجاعة، وذهبت الأزمة الاقتصادية وبدأت الأرض بالإنتاج من جديد، عودة الحياة إلى طبيعتها، وبعد ذلك بدأ الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بأخذ الزكاة وجمعها من الناس، وبهذا نستطيع أن نقول: تلك هي القيادة الناجحة والقدوة الحسنة، وذلك هو القرار الصائب والإرادة الفاعلة، والإجراءات الهادفة من تنظيم شؤون الأمة، وإشراف الدولة العربية الإسلامية على حاجيات الناس والسهر على أمنهم وراحتهم. أما المشكلات التي واجهتنا في البحث فهي قلة المصادر والمراجع التي كتبت عن الموضوع، فضلا عن الإضافة الشحيحة التي واجهتنا في الكتب التاريخ عن الموضوع إذ دأب المؤرخون في متابعة احدهم الآخر في رواية الحادثة، وعلى الرغم من ذلك أو بفضل الله تعالى استطعنا أن نتجاوز هذا الآمر بالاستعانة بالمراجع الحديثة التي كتبت عن الموضوع. |
---|