ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







علاقة المؤسسة السياسية في دولة مغول فارس والعراق بالصوفية من 656-738 هـ.: دراسة تاريخية

العنوان المترجم: The Relationship of The Political Establishment in The Ilkhanate State and Iraq with Sufism from 656-738 AH: Historical Study
المصدر: مجلة لارك للفلسفة واللسانيات والعلوم الاجتماعية
الناشر: جامعة واسط - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: البدراوي، رياض عبدالحسين راضي (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Abdul-Hussein, Riyadh
المجلد/العدد: ع25
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2017
الصفحات: 375 - 415
DOI: 10.31185/lark.Vol2.Iss25.1072
ISSN: 1999-5601
رقم MD: 1188304
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: يتناول هذا البحث العلاقة التي كانت تربط المؤسسة السياسية في دولة مغول فارس والعراق بالتيار الصوفي. وتلك الدولة من نتائج الهجمة المغولية الكبرى على البلاد الإسلامية. حكمت لأكثر من ثلاثة عقود باسم الإمبراطورية المغولية العظمى الأم الكائنة في منغوليا، وعاصمتها قراقورم ثم خان باليغ، إلا أن دولة مغول فارس والعراق، أعلنت استقلالها بعد تلك المدة عن الإمبراطورية الأم، وتحديدا إبان تولي السلطان محمود غازان (٦٩٤- ٧٠٣ه) حكمها، وتبعت خطوة الاستقلال خطوة أخرى تعد قرارا سياسيا جريئا عززت به ذلك الاستقلال، وهي تبنيها الدين الإسلامي دينا رسميا للدولة بدلا من ديانتها الوثنية (الشامانية)، واستمرت مستقلة حتى انهيارها سنة ٧٣٨ ه. الموضوع يتناول زمانا ومكانا مهمين في تاريخ الإسلام، فعلى مستوى الزمان، وفي الإطار العام في تلك المدة عاشت البلاد الإسلامية فراغا سياسيا لم تألفه طوال حياتها، تمثل بسقوط الخلافة العباسية سنة 656ه، على يد أعتى قوة عرفها التاريخ، ونعني بها القوة المغولية، وتلك المدة كانت بالنسبة للمسلمين من أحلك الأوقات التي مرت عليهم، وأكثرها صعوبة، ولعل شدة تلك المرحلة على المسلمين، هي التي كانت وراء إطلاق بعض الباحثين والدارسين عليها بمصطلح (الحقبة المظلمة). أما في الإطار الخاص ونعني به حالة التيار الصوفي، فقد شهدت تلك المدة أعلى درجات تألق التيار الصوفي من دون منازع، ففيها أكملت الظاهرة الطرقية تشكيلاتها التي خرجت بالتصوف من الخانقاه إلى المجتمع بكل تناقضاته وتفاعلاته، وتلك الظاهرة التي جعلت من التصوف مؤسسة ضخمة تتماهى في أحشاء النسيج الإنساني للمجتمع الإسلامي، فتترك أثارها على العقول والنفوس في عدة أشكال من التأثير النفسي. أما على مستوى المكان، فالموضوع يتناول بقعة جغرافية مهمة متمثلة بدولة مغول فارس والعراق وتوابعها، فهي: تضم العراق العربي، الذي أقيمت على ارده عاصمة الخلافة العباسية بغداد، وقبلها احتضن الكوفة عاصمة الخلافة الراشدة بعد المدينة المنورة، إضافة إلى أنه بلد معروف بعمقه الحضاري منذ القدم، ويضم المكان نفسه إلى جانب العراق، بلاد فارس التي تمثل مهد الحضارة الساسانية، ومن تلك البلاد انطلقت العساكر العباسية لإسقاط الخلافة الأموية في دمشق سنة ١٣٢ هـ، وفي بلاد فارس أيضا صيغ القرار السياسي بتولي المأمون العباسي (١٩٨ - ٢١٨ه) الخلافة بدلا من أخيه الأمين (193-198ه)، وتلك البلاد نفسها كانت المحطة التي انطلقت منها العساكر المغولية لإسقاط الخلافة العباسية سنة 656هـ، وذلك المكان في مدة بحثنا كان يحتضن عاصمة دولة مغول فارس والعراق الكائنة بداية أمرها في تبريز ثم انتقلت إلى مدينة السلطانة أيام السلطان أولجايتو والشهير بخدابنده (703-716ه)، وهي إضافة إلى بلاد فارس والعراق كانت تضم بلاد الروم (أسيا الصغرى) التي كانت في السابق من ممتلكات الإمبراطورية البيزنطية تلك الإمبراطورية التي ورثت الإمبراطورية الرومانية القديمة، والتي تمثل حضارة قائمة بنفسها. وتأتي أهمية هذا الموضوع من ناحيتين: الأولى كون التصوف أحد أهم المؤسسات الاجتماعية التي كانت تدار بوساطتها دولة الخلافة، والدول التي حكمت بعد العباسيين، لاسيما في الأزمان التي شهدت توترا بين المؤسسة السياسية وأطراف المعارضة، وإدارة مثل تلك الأزمات كانت تجري عن طريق منابر الوعظ التي تعقد في الربط والزوايا. وبهذا التوصيف يكون التصوف حلقة مهمة من حلقات تاريخ الإسلام، ودراسته تعد واحدة من المفاتيح المهمة لفهم حقيقة كثير من حوادث الإسلام منذ أن صار التصوف تيارا شعبيا فاعلا في المجتمع الإسلامي حتى يومنا هذا، أما الناحية الثانية فتكمن في مستوى العلاقة بين المؤسسة السياسية المغولية والصوفية، فقد كانت علاقة مثيرة للجدل، إن قسناها بميزان القوى العسكرية، فهي غير متكافئة، فالمغول كانوا يمثلون أقوى قوى شهدها التاريخ وقتذاك، والصوفية أناس عزل عن السلاح ومسالمين، وإن أخذناها بالمعيار الديني فكانت القوتان مختلفتين عقائديا، المغول وثنيون، والصوفية مسالمون، وحتى بعد دخول المغول الإسلام كان هناك فرق مذهبي بين سلاطين دولة مغول فارس والعراق الذين كانوا يدينون بمذهب أهل السنة عدا السلطان أولجايتو الذي كان يعتقد بالمذهب الإمامي وبين الصوفية الذين لهم رؤيتهم الخاصة للدين وهي لا تمثل مذهباً محددا بعينة. وعلاوة على كل ذلك كانت الخيارات متاحة أمام المؤسسة السياسية المغولية بان تتخط بديلا عن الصوفية، فالساحة المجتمعية فيها عدة قوى دينية إسلامية وغير إسلامية غير الصوفية؛ لكن المؤسسة السياسية تركتها وركنت إلى الصوفية في إجراء هو الأخر مثير للجدل. كل تلك التساؤلات هي التي كانت وراء صياغة السؤال الرئيس لهذا البحث وهو؛ ما سر العلاقة القوية بين المؤسسة السياسية في دولة مغول فارس والعراق والتصوف؟ وتمت المعالجة عن طريق الإجابة عن عدد من الأسئلة المنهجية التي غطت الموضوع وأهمها: ما الأسباب الكامنة وراء تلك العلاقة؟ ومتى بدأت تلك العلاقة بين المغول والصوفية وما طبيعتها؟ وما سر إقامتها بين طرفين غير متكافئين في القوة ومختلفين في المعتقد؟ ولماذا اختير التيار الصوفي من دون غيره من القوى الدينية السائدة في مجتمع الدولة؟ وما الكيفية التي تمكنت بها المؤسسة السياسية في دولة مغول فارس والعراق من احتواء تيار شعبي واسع مثل التيار الصوفي؟ موضوع البحث لم يحظ باهتمام كاف من الباحثين المعاصرين سواء أكانوا من العرب أم من غيرهم، بل لم يفرد- وعلى حد علمنا- أحد منهم بحثا وافيا لهذا الموضوع أصلا. هذا إذا ما وضعنا في الحسبان أن الشائع عن أغلب دراسات التصوف هو تركيزها على منحاه الروحي/ الفلسفي الذي يقع خارج نطاق دراسة المؤرخ وتوقعاته. وهذا البحث كأي عمل أكاديمي لا يخلو من صعوبات، والصعوبات التي واجهت البحث تكمن في قلة المصادر الصوفية التي تتحدث عن تلك المدة، والخلل هنا يكمن في الصوفية أنفسهم؛ لأنهم لا يهتمون بالناحية الكتابية والتدوين، وهذه ظاهرة عندهم، ونلمسها من أمية بعض الرجالات البارزة في التيار الصوفي، التي كانت لا تقرأ ولا تكتب، والصعوبة الأخرى تكمن في تبعثر المعلومات عن التصوف في المصنفات التاريخية، وتليها صعوبة أخرى عامة وهي تواجه كل بحث في التاريخ الإسلامي، وتكمن في أن ما وصل إلينا من التاريخ كتب بنفس مذهبي، وسياسي، يعكسان وجهة نظر السلطة الحاكمة في الأعم الأغلب أو وجهة نظر الكاتب التي تمثل انتماءه السياسي أو القومي أو المذهبي، مما أضاع الحقيقة، وتبقى أهم صعوبة- وهي الأخرى عامة أيضا- تواجه الباحث وكل باحث أخر، هي فهم القارئ له، الذي نتمناه من قارئنا أن ينطلق في قراءته من دون حكم مسبق.

The aforementioned was an investigation of the reasons for a very controversial and strange relationship that was established between Islamic religious forces, which is Sufism, and a political institution that ran important parts of the Islamic world, we mean the institution that represented the state of the Mongols of Persia and Iraq for the period between 656-738 AH, which emerged from the Empire of the Great Mughals in Mongolia, the empire whose soldiers shook the whole world. The head of that institution was alien to the Islamic world, both ethnically and religiously. The rule of that institution was like an unfamiliar situation in the Islamic world, because it started a new situation in which Muslims lived without a ruler. It was a circumstance that was not accustomed to Muslims throughout their history, despite the fact that the State of Caliphate was controlled by other external powers such as the Turks and the Persians. However, those forces condemned Islam and remained in control under an Islamic ruler of known descent. The strangeness of this relationship is that it was established between two parties unequal in strength, and intersecting in belief. The research examined the reasons and nature of that relationship, and how it was carried out, and it concluded the following: The relationship that was adopted between the political establishment of the state of the Mongols of Persia and Iraq and the Sufi movement is a relationship based on mutual benefit, and no ideological motive was behind it. It was like the relations that were established by all political institutions with the religious forces in the countries that ruled the Islamic world, starting from the Umayyad rule, until the advent of the Mongols. The nature of that relationship is due to the fact that these political institutions were not accustomed to Shura (democracy) in governance, whether these institutions run a country whose ruler is an Arab Muslim or a non-Arab Muslim, and the hands of the rulers of all those countries are stained with innocent blood, so in short it was an illegitimate power. The question of legitimacy or illegitimacy in ruling was one of the issues that most troubled the rulers of those countries. Accordingly, its first and last political institutions were to fabricate legitimacy for those rulers in any way, in order to convince the subjects of their right to rule. Since the rulers of that state were illegitimate, the institutions of those states resorted to relying on one of the religious forces in the community to buy legitimacy from it, and its mediator would be to win the consent of the subjects with it, because religion is the most powerful active force in any of the societies that human history has witnessed without any challenge. The men of religion only are capable of performing that role; because the clerics have the power of mental and psychological influence on the common people that no one else possesses, no matter how much they reach a degree of knowledge; to base the power of the clerics on immaterial and imperceptible foundations that deceive the mind and yield the souls however they want and wherever they want. This on the one hand, and on the other hand, religion was not a malleable tool for rulers to use for their political purposes. Therefore, they searched for men who master the texts to conform to their conduct of government. The political establishment in the Mughal state of Persia and Iraq saw Sufism as the religious force prepared to perform that role as the dominant force in all aspects of society at the time, due to its independent vision of the Islamic religion that is in harmonious correspondence with the Mughal aspirations, at a time when the Mughal political establishment was looking for religious forces that were compatible with its interests, Sufism was looking for forces to protect against the persecution of its enemies. Thus was the rendezvous between the Mughal political establishment with Sufism on the basis of mutual benefit. This became evident in research papers. The Mughal institution found the following in Sufiism: 1. Supporting their legitimacy in ruling, the Sufis do not challenge the legitimacy of the Mongols, and this is one of the most important issues that they eased the burden on the Mongols after they overthrew the Abbasid Caliphate, and that they do not compete with them for power, nor do they oppose them in managing the state, rather, they stand by their side in governance and provide them with services in the security and administrative field that greatly help in managing the state easily and smoothly, and thus work to perpetuate their rule. 2. Sufis did not have any problem in merging with the Mughals regardless of their ethnicity, belief and actions. 3. For the Mongols, Sufism represented the best tool for imposing their control over the subjects; because Sufism is the most effective tool for numbing people, diverting them from the unjust acts of the authority and engaging in political work. In addition, Sufism makes it easy for the authority to deal with a large segment of the people through a few men, and we mean the Sheikhs. It ensured their compliance with the orders through the mediation of those sheikhs, not to mention the services provided by Sufism to the political establishment in times of crisis and adversity in sharpening people's concerns in the face of enemies as we have mentioned earlier. 4. Since money was a great concern for the Mongols, in their relationship with Sufism, money would have been safe, because the Sufi life is based on asceticism in this world. 5. In the social field, the Sufis truly represented the spiritual spark in the world of disasters and crises, and by this they lifted a great burden from the shoulders of the political establishment which would have been difficult for them to carry out. 6. Moreover, only the Sufi Sheikh was able to fill the spiritual void of the Mongol individual that was previously occupied by the shamanic priest. Therefore, Sufism, in a nutshell, was in the eyes of the Mongol political establishment, a beneficial and harmless ally. This abstract was translated by Dar AlMandumah Inc

ISSN: 1999-5601

عناصر مشابهة