المستخلص: |
يعد الإشهار عملية اتصالية تقوم على استراتيجية إبلاغيه قائمة على الإقناع، وتستعمل في ذلك كل وسائل التواصل الإنساني من كلمة، وصورة، ورمز، وحركات قصد التأثير على المتلقي / المستهلك، والدفع به إلى اقتناع منتج أو خدمة ما، والتسليم بأهميتها وكذلك تفضيلها على باقي المنتجات أو الخدمات الأخرى. وقد عرف الإشهار تغيرات جوهرية مست بينيته ووظيفته، فبعد أن كان هدفه الوحيد هو تحقيق الربح المادي، أصبحت له مهام مزدوجة، بدءا بالترويج المنتجات إلى نشر القيم والعادات الاجتماعية. وكل ذلك بهدف صنع مستهلك مهيأ نفسيا لقبول كل ما يعرض عليه. وهذا ما دفع القائمين على إنتاجه إلى تحيين رسائله، من أجل توحيد الأذواق والاختيارات الثقافية، الشيء الذي سهل نشر قيم العولمة الثقافية، التي يعد هو من أهم الآليات الموظفة في تمريرها. فالعولمة في جانبها الآخر، تروم غزو العقول وتفتيت الثقافات، وإشاعة النمط الحضاري الغربي، ليسهل عليها، من تم إحكاك سيطرتها على العالم بأسره. وفي هذا نجدها تعمل على عولمة الإعلام، وجعل الإعلام في خدمتها كظاهرة إيديولوجية.
|