| المستخلص: |
ونحن نتخطى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تتضح يوماً بعد آخر أهمية أنظمة المعلومات الحديثة وتأثيرها في جميع ميادين التنمية للمجتمع البشري وأصبح من غير الممكن بعد اليوم التفكير في أي مجال عمراني أو اجتماعي أو اقتصادي دون الاهتمام بالقضايا المتصلة بأنظمة المعلومات ومواردها, لقد غيرت الثورة الرقمية المتمثلة في المعلومات والاتصالات الكثير من المفاهيم الإدارية والعمرانية والتسويقية, والمتأمل إلى إدارات المدن في العالم وخاصة في الدول المتقدمة تقنياً يجد أنها أصبحت تعتمد اعتماداً أساسياً في عملها على نظم المعلومات وإدخال هذه التقنية في معظم أجهزة القطاع العام والخاص, وعلى الأخص في الأجهزة الإدارية التي تقوم بتقديم الخدمات العامة لسكان, ومعظم تلك الأجهزة لها اتصال مباشر من خلال شبكات الحاسوب, وفي أماكن مثل أوربا وأمريكا وماليزيا واليابان نجد تصوراً للمرحلة القادمة واستعداداً حثيثاً لها وذلك بمبادرة الحكومات بتطوير البنية التحتية الضرورية لخدمة المرحلة المقبلة وخاصة ما يعرف بطرق المعلومات فائق السرعة (the information super high way) وبدأت بالفعل التجارب في مدن تلك المناطق على تأثير المفاهيم الناشئة والتصورات المستقبلية لها على طريقة أداء الوظائف الحضرية بها, وفي البلدان العربية نلاحظ مدن التخلف عن ركب التقدم في هذا العصر والنقص التكنولوجي الواضح في كافة المجالات, وهذا ما سوف يؤثر سلباً على تطوير وتنمية المدن بشكل عام. ستحاول هذه الورقة البحثية دراسة التأثيرات المتوقعة لنظم المعلومات على الأجهزة الإدارية الحكومية في المدن العربية ورصد الوضع الحالي لتلك الأجهزة وإبراز المشكلات التي تواجهها, ثم بيان أهم المعوقات التي تحول دون استخدام نظم المعلومات بالشكل الأمثل.
|
