المستخلص: |
تساءل عبد الله العروي، في كتابه نقذ المفاهيم بقوله:" هل لنا أن نقول إن هذه هي حقوق الإنسان كما تفهم اليوم وتلك هي الحقوق المدنية؟ هذا ما توحي به أول وهلة وثيقة حقوق الإنسان والمواطن الذي صادق عليها المجلس التأسيسي الفرنسي سنة 1789م. تتعلق الحقوق الإنسانية بالنفس والمال والعرض والحقوق المدنية بالأنشطة الجماعية من تصويت وترشيح وتقلد مناصب قيادية. لن نتوقف كثيرا عند محتويات الوثيقة الدستورية الفرنسية، كما أننا لن نخوض في توضيح أساسيات الحقوق الإنسانية، إن ما نريد الوقوف عليه من خلال هذه الورقة البحثية؛ هو كل ما تختزله الحقوق المدنية من مساحة كبيرة لإشراك كل مكونات المجتمع المدني بمختلف فئاته، والمتمثلة في حق التصويت والترشيح وتقلد مناصب سامية وقيادية، التي ظلت لأمد بعيد حقوقا ذكورية بامتياز في غياب تام للشريك الأساسي الثاني في الحياة واقصد هنا المرأة الكائن الحي المعطاء.
|