المصدر: | مجلة أمة الإسلام العلمية |
---|---|
الناشر: | شركة دار كاهل للدراسات والطباعة والنشر |
المؤلف الرئيسي: | القرضاوي، يوسف عبدالله (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السودان |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
التاريخ الهجري: | 1430 |
الشهر: | مارس / ربيع الأول |
الصفحات: | 45 - 65 |
رقم MD: | 121224 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | xIslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
فهذه الورقة تتحدث عن مبادئ أساسية للتقريب بين أبناء هذه الأمة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، وبوأها مكانة الأستاذية للبشرية، حين قال: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة : 143). \ وقد وحد الله هذه الأمة بحكم العقيدة الواحدة، والقبلة الواحدة، والوجهة الواحدة، فهي أمة ذات هدف واحد، ولهذا حذرها ربها أن تهجر صراط ربها، إلى مناهج البشر، فتتفرق بها السبل يميناً وشمالاً، ويضيع منها الطريق، بل قد يضيع منها الهدف ذاته. يقول تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام: 153) . \ ولقد رأينا أعداء الأمة قديماً وحديثاً، يكيدون لها كيداً، حتى يفرقوا شملها الملتئم، ويمزقوا وحدتها الجامعة، فتضعفها الفرقة، فيسهل عليهم الغلبة والهيمنة عليها، والتحكم في مصائرها. \ ولقد لاحظنا هذه السياسة في عصرنا واضحة كالشمس في رابعة النهار، فقد كان شعار الاستعمار من قديم: "فرق تسد"، ولا يزال ورثة الاستعمار القديم، وكل القوى المعادية للإسلام في المشرق والمغرب، يجهدون جهدهم للتفريق بين أبناء القبلة الواحدة بشتى الطرق، ومنها: إحياء الخلافات القديمة، وخلق خلافات جديدة. \ ومن ذلك: صيب النار على الخلافات المذهبية، وقذف الوقود لها حتى تظل متأججة، ولا سيما بين السنة والشيعة، فإن لم يوجد في بلد هذا الخلاف، أوجد خلاف آخر، أو استُغل خلاف قائم، كالخلاف بين السلفية والصوفية، والخلاف بين المذهبيين واللامذهبيين، والخلاف بين المجددين والمقلدين ... الخ.\ والواجب علـى الـدعاة المخلـصين والمفكـرين الـصادقين أن ينتبهـوا إلى هـذه المكايد، ويسدوا الطرق إليها، ويعملوا على لم شمل الأمة وجمع صفوفها، وتوجيه أسلحتها إلى أعدائها، لا إلى صدور بعضها لبعض، ويشدوا أزر الأخوة الإسلامية، والدعوة إلى الوحدة الإسلامية، فحرام أي حرام أن يتكتل أهل الباطل، ويتفرق أهل الحق، وأن يوالي الذين كفروا بعضهم بعضاً، ويعادي الذي آمنوا بعضهم بعضاً، وهو ما حذر منه القرآن، حين قال: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الأنفال: 73).\ لهذا رحبت بالمشاركة في "ندوة التقريب بين المذاهب"، وقدمت هذه الورقة لإرساء مبادئ أساسية: فكرية وعملية للتقريب المنشود، وأرجو أن ينفع الله بها، وأن يجمع كلمة أمتنا على الهدى وقلوبها على التقى، وأنفسها على المحبة، وعزائمها على عمل الخير وخير العمل، إنه سميع مجيب. |
---|